Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/06/2010 G Issue 13771
السبت 29 جمادىالآخرة 1431   العدد  13771
 
رؤية الملك عبدالله: مجتمعنا نحو العالمية
د. علي بن شويل القرني

 

عبدالله بن عبدالعزيز.. حقق إنجازات كبيرة في عمر قصير..

هذا هو العنوان الكبير الذي يعكس تقييم السنوات الخمس الماضية.. وكانت حوالي 1800 يوم من العمل

والجهد والفكر الإداري الإستراتيجي لهذا الكيان الكبير.. بلادنا الغالية.. وعبدالله بن عبدالعزيز عاش في مدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وعاصر إخوته سعود وفيصل وخالد وفهد.. ويعمل مع إخوته سلطان ونايف وسلمان.. ولهذا فقد جاء -حفظه الله- مشبعاً بروح المدرسة السعودية التي تحرص على وحدة الوطن ورفعة المواطن..

عبدالله بن عبدالعزيز قاد بلادنا إلى مستويات غير مسبوقة في التقدم العلمي والازدهار الاقتصادي والعمل المؤسسي ودعم صورة المملكة والمجتمع السعودي في المحافل الدولية والشعبية في العالم.. وكل يوم يمر على هذا القائد السياسي نجده يفكر دائماً في المستقبل، ويتوجه إلى المواطن، ويخاطب العالم.. فكل قرارته وتوجيهاته ومبادراته تنطلق من فكر إسلامي عميق ومبادئ عربية أصيلة ونظرة سعودية مخلصة..

خمس سنوات هي عمر قصير في عمر الشخص، وهي أقصر بكثير في عمر الأوطان.. ولكنها مليئة بالإنجازات والمشروعات الضخمة، التي أسست وتؤسس لدولة عصرية، وبنية تنموية ضخمة لتحقيق مستقبل زاهر لهذه البلاد. إن الرؤية التي ينطلق منها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه مسؤولية قيادة هذه البلاد هي رؤية مستقبلية، تنظر إلى الأمام دائماً، وتحرص على أن تحقق مصلحة وطنية في كل توجهاتها الداخلية والخارجية..

رؤية الملك عبدالله هي دائماً تضع المواطن في قلب الحدث، وتعمل من أجله، وتسعى لتنمية فكره وتعليمه، ورفع مكانته ودوره في المجتمع، وتؤسس له كل ما يمكن أن يكون في خدمته من مدن ومؤسسات وجامعات ومدارس ومستشفيات وطرق ومطارات وغيرها من البنى التحتية التي تساهم في خدمة ورفاهية المواطن بالدرجة الأولى..

ورؤية الملك عبدالله هو في الاستثمار في العقول، كهدف إستراتيجي لمشروع التنمية السعودي.. فالمباني قد تتهالك، والمدن قد تتغير، والأجهزة قد تتقادم، ولكن العقول تنمو.. والعقول تفكر.. والعقول تخطط.. والعقول تعمل.. ولهذا فإن استثمار أكثر من 125 مليار في ميزانية هذا العالم للتعليم والتدريب هو دلالة على أهمية هذا المؤشر الهام في حياة المجتمعات..

رؤية الملك عبدالله تبدأ من العقول ومن الفكر.. فعندما نجند طاقاتنا ومقدراتنا في تأسيس العقل السعودي، فنحن نؤمن على المستقبل بحول الله وقوته.. العقول هي الاستثمار الحقيقي للمجتمعات العالمية المتقدمة.. ولن يجدي نفعاً أن نبني مدينة صناعية بدون عقول تديرها، أو مستشفيات بلا طواقم سعودية تعمل فيها، أو جامعات مفرغة من العناصر الوطنية، أو مؤسسات لا يعمل بها سعوديون، أو إدارات حكومية بلا عقول سعودية تديرها.. ولهذا فإن رؤية الملك عبدالله تتجه إلى الإنسان أولاً وقبل كل شيء.. فقد صرفت الدولة عشرة مليارات ريال على تطوير التعليم العام، ومليارات ضخمة على تأسيس الجامعات في كل المناطق.. ومليارات مستمرة في الابتعاث الخارجي.. إضافة إلى دعم متواصل لكل مؤسسات التعليم والتدريب لترتقي بدورها ومكانتها في الوطن وفي العالم..

رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي اقتصاد المعرفة، فقد وجه كل الإمكانيات المادية والبشرية في هذا الاتجاه، فهو يعلم أن اقتصاديات العالم المتقدم مبنية على اقتصاد المعرفة، والمعرفة هي أساس النجاح والتقدم.. واقتصاديات الإنتاج التقليدية قد عفى عليها الدهر، والنفط لن يكون سلعة دائمة.. ولهذا فإن توجيه الاقتصاد الوطني نحو بناء مؤسسات اقتصاد المعرفة من خلال مدن صناعية مبنية على أساس علمي وفكر ابتكاري، وتأسيس ودعم الجامعات باعتبارها أساس المعرفة والتحول، ودعم التعليم وتطوير مخرجاته وغير ذلك من الخطوات مقصود بها أن تؤسس لهذه البلاد قاعدة متينة من الفكر والمعارف والبحوث والدراسات، التي يتم استثمارها وتدويرها صناعياً وإنتاجياً بما يكفل وضع بلادنا في أولويات التقدم الصناعي العالمي..

رؤية الملك عبدالله هي رؤية القرن الحادي والعشرين، هي رؤية تحول المملكة إلى دولة عصرية مؤسسية مبنية على ثوابت العقيدة والوطن، وتدخل بقوة في منافسات الاقتصاديات العالمية.. نحن الآن على أعتاب الدخول إلى العالمية، وقد وضعنا أقدامنا على الطريق الذي سيقودنا إلى ذلك.. ما نحتاجه الآن هو أن نعي هذه الرؤية أولاً، ونسعى جميعاً إلى تحقيقها على أرض الواقع..

المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية
أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود


alkami@ksu.edu.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد