Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/06/2010 G Issue 13771
السبت 29 جمادىالآخرة 1431   العدد  13771
 
أضواء
هيلين توماس.. الوجه الآخر لديمقراطية أمريكا
جاسر الجاسر

 

في أمريكا المؤسسة الإعلامية «غول» يحرك كل الأنشطة المهمة في البلد الذي يحكم العالم، يبتلع السياسيين، يرفعهم ويحط بهم ويطلق من يريد لهم الانطلاق نحو آفاق أبعد مما كانوا عليه، واستثمارهم لتحقيق أجندات وأهداف من يمول الآلة الإعلامية الأمريكية. أيضاً غول الإعلام الأمريكي يصنع ويدمر الاقتصاديين مستثمرين ورجال بنوك، ولأن من يحرك هذا «الغول» ويلقمه المال والتمويل، وهم من يهيمنون على الاقتصاد ويسيِّرون الحياة السياسية وإن لم يتقدموا للواجهة.

فاليهود وإن لم يتجرأ الأمريكيون ويقولوا ذلك علناً، إلا أن الجميع يعرف بأن من يسيطر على الإعلام والاقتصاد ويصنع الساسة والمشاهير، هو المال اليهودي. لا يريد أحد أن يُقرَّ بذلك، ويتخفى الجميع خلف مقولة المساواة وعدم إشاعة الكراهية والعنصرية، وأحيط اليهود بسياج حماية، وسُلط سيف الاتهام على كل من يقترب من «مكتسبات» اليهود بوصمه بمعاداة السامية ليُستغل للإقصاء، والإطاحة بكل من يتحدث عن تجاوزاتهم وخروقاتهم، وتسيير الدول لخدمة مصالح دولتهم «إسرائيل» حتى أصبحت هذه الدولة مُحصَّنة عن أي محاسبة دولية مهما تجاوزت وخرقت الشرائع الدولية.

ضحايا كشف تجاوزات ومخالفات الإسرائيليين واليهود كثيرون، ولا يستطيعون أن يصمدوا أمام من يدافعون عن ظلم الإسرائيليين وأخطاء اليهود حتى لو كانوا من المشاهير، وحتى القادة في فرنسا أُزيح جارودي، وفي النمسا حوصر فالدهايم، والآن «تُطرد» هيلين توماس من عرشها الصحفي كرئيسة للمراسلين الصحفيين في البيت الأبيض في بلد يزعم قادته بأنهم مصدر الديمقراطيات في العالم.

هيلين توماس التي غطت أخبار العديد من رؤساء الدول وخدمت كمراسلة في البيت الأبيض خمسين عاماً، أُجبرت على تقديم استقالتها وطُردت من البيت الأبيض لأنها قالت إنَّ حلَّ القضية الفلسطينية هي عودة اليهود إلى البلدان التي حضروا منها إلى فلسطين، ألمانيا، بولندا، وحتى أمريكا.

قامت قيامة اليهود وأنصارهم وداعميهم، ومن يقبضون من أخطبوطها المالي والاقتصادي والسياسي والإعلامي، في حين قال أفظع من هذا القول نائب رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق عندما طالب بإبعاد الفلسطينيين للأردن لتفريغ فلسطين لليهود..!!

أن يُبعد الفلسطينيون من وطنهم فهو ما هللت له ديمقراطية أمريكا.. أما عودة الغاصبين إلى المكان الذي قدموا منه، فهذا ما يجب عدم السكوت عليه في ديمقراطية أمريكا..!!



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد