Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/06/2010 G Issue 13771
السبت 29 جمادىالآخرة 1431   العدد  13771
 
وزير السياحة المصري في حوار خاص لـ»الجزيرة»:
إحياء التراث القديم في المملكة من أقوى المنتجات السياحية في العالم

 

القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي - إبراهيم محمد

أكد وزير السياحة المصري زهير جرانة عمق العلاقات بين المملكة ومصر، مشيراً إلى أن العلاقات المتميزة بين البلدين كفيلة بدعم التعاون المشترك بينهما في كافة المجالات خصوصاً في المجال السياحي، وقال جرانة في حوار خاص ل»الجزيرة» إن السوق السعودي من أهم الأسواق بالنسبة للسياحة المصرية.. مشيراً إلى أن المملكة تأتي في صدارة الدول العربية المصدرة للسياحة لمصر، وشدد الوزير على حرص الحكومة المصرية على تقديم كافة التسهيلات للسائح والمستثمر السعودي وتذليل كافة العقبات التي يمكن أن يواجهها، وأشاد معاليه بالجهود التي تقوم بها الحكومة السعودية لدعم وتنمية القطاع السياحي بالمملكة وتنويع المنتج السياحي السعودي خصوصاً في مجال إحياء التراث القديم الذي يُعد من أقوى المنتجات السياحية الموجودة حالياً في العالم كله.. وإلى تفاصيل الحوار:

ماذا عن زيارتكم الأخيرة للمملكة وأهم ما تم فيها؟

- هذه الزيارة أقوم بها سنوياً للمملكة لدعم العلاقات مع السوق السعودي الذي يُعد أهم الأسواق بالنسبة لنا، وكذلك الاطلاع كل طلبات وكلاء السياحة والسفر في المملكة فيما يخص الترويج والتسويق، ومعرفة ما إذا كان هناك أي مشاكل أو سلبيات يمكن أن تعوق العمل لكي نقوم بحلها وتذليلها.. ونحرص في هذه الزيارات علي دعم التعاون المشترك فيما يخص دعم السياحة البينية.. وذلك من خلال علاقاتنا القوية مع هيئة السياحة السعودية التي يرأسها سمو الأمير سلطان بن سلمان.. كما يكون لنا شرف اللقاء مع الغرف الصناعية والتجارية في كل من جدة والرياض حيث نتباحث ونتناقش معهم بخصوص فرص الاستثمار بقطاع السياحة في مصر، ونقوم بعرض مشاريع استثمارية يمكن لأشقائنا في المملكة أن يكون لهم توجه أن يستثمروا فيها، ونقف على المعوقات التي يمكن أن تقلل من حجم الاستثمارات القادمة من المملكة.. ونقوم حالياً بعمل دراسات جادة لافتتاح مكتب سياحي بالمملكة لتعريف السائح والمستثمر السعودي بكل ما يتعلق بمجال السياحة في مصر، ونسعى لخروجه بأفضل صورة حتى يسهم في تنمية حركة السياحة الوافدة من المملكة.

هل ترى أن التعاون السياحي يرقى لمستوى العلاقات السياسية بين البلدين؟

- العلاقات السياسية بين البلدين علاقات متميزة جداً ووطيدة.. وأتمنى أن نصل في مجالنا السياحي لـ10% فقط من مستوى العلاقات السياسية، لكن أستطيع أن أؤكد أن التعاون السياحي بين البلدين يسير بخطى متقدمة ويشهد نمواً ملحوظاً بفضل دعم المسئولين من الجانبين.. ونحن نطمح دائماً لما هو أفضل في العلاقات مع المملكة في مختلف المجالات.

ما رأيكم في القطاع السياحي السعودي.. وهل ترى أن المملكة نجحت في تنويع منتجها السياحي؟

- هناك تطوير كبير يشهده القطاع السياحي السعودي خصوصاً فيما يتعلق بإحياء التراث القديم الذي يُعد من أقوى المنتجات السياحية الموجودة في العالم حالياً، والمملكة تهتم بذلك في الوقت الذي تناست فيه دول كثيرة جداً تاريخها وعاداتها وتقاليدها.. ومسألة إحياء التراث والحرف القديمة والمنتجات اليدوية والزراعية والصناعية من أهم الأشياء الموجودة.. وهناك عمل جاد من جانب المملكة في هذا المجال وهي عملية تستحق فعلاً الإعجاب والتقدير.

السياحة السعودية الوافدة

ما الذي يُمثّله السوق السعودي بالنسبة للسياحة المصرية؟

- السوق السعودي مهم جداً بالنسبة لنا والمملكة دائماً في صدارة الدول المصدرة للسياحة لمصر، ووفقاً لإحصاءات عام 2009 بلغ عدد السائحين السعوديين الوافدين لمصر 347 ألف سائح بانخفاض قدره 13.5% عن العام 2008 وفي الليالي السياحية السعودية كان هناك انخفاض بنسبة 11% في عام 2009 وهذا الانخفاض كان بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية وتراجع أسعار النفط، كما أن أزمة إنفلونزا الخنازير حدّت من حركة السفر لمصر كثيراً.. لكن الحمد لله هذا العام 2010 نحن نشهد نمواً في حجم السياحة الوافدة لمصر سواء من المملكة أو من غيرها من الدول.. ونتمنى أن نصل بنهاية العام لأرقام أكبر وأفضل من التي حققناها العام الماضي.

* وهل هناك مؤشرات على هذا النمو بالنسبة للربع الأول من العام الجاري؟

- بالطبع فلدينا نمو بحوالي 4% في الربع الأول من 2010 بالنسبة لحجم السياحة الوافدة من المملكة، وهناك نمو أيضاً بنسبة 15% من حجم الإيرادات التي يحققها لنا السياح السعوديون.

كيف يمكن للسائح السعودي في مصر أن يجد حلاً لشكواه من سوء المعاملة أو من التمييز في الأسعار أو غير ذلك؟

- بالنسبة لموضوع التمييز أستطيع أن أؤكد لكم أنه لا يوجد تمييز حالياً بين السائح السعودي أو العربي والسائح الأجنبي، وهذه المشكلة كانت موجودة من قبل.. لكننا تعاملنا معها بجدية تامة وقضينا عليها بالكامل منذ الموسم الصيفي السابق، وأنشأنا مركزاً للشكاوى.. وكل ما تلقيناه كان فقط 12 شكوى كان منهم 4 شكاوى فقط متعلقة بموضوع التمييز وتم حلها فوراً.

إذن لو أنني سائح سعودي موجود في مصر وحدثت لي مشكلة من هذا النوع.. فما هو أقرب طريق أسلكه لحلها؟

- طبعا أنا كوزير للسياحة أتمنى أن أكون مسئولاً عن كل السياح الوافدين لمصر، ولدينا مركز للشكاوى و(كوول سنتر) ويمكن لأي سائح الاتصال برقم (19654) وتسجيل شكواه وسوف نسعى جاهدين لحلها علي الفور، وفيما يخص الخدمات التي تقدم للسائحين في الأماكن التي تخضع لإشراف ورقابة وزارة السياحة نحن نتعامل مع أي شكوى خاصة بها ونسعى لحلها على الفور.

الاستثمارات السعودية

وماذا عن الاستثمارات السعودية في القطاع السياحي المصري؟

- السعوديون لديهم استثمارات كبيرة في قطاع السياحة المصري خصوصاً في الفنادق بالقاهرة وغيرها من المناطق الواعدة بمصر.. والاستثمارات السعودية بمصر ليست مركزة فقط في قطاع السياحة، فالسعوديون لديهم استثمارات قوية جداً في القطاع الزراعي وفي القطاع الصناعي وفي قطاع الخدمات أيضاً، ونتمنى أن تشهد هذه الاستثمارات نمواً وزيادة دائماً.

ما هي أهم التسهيلات التي يمكن أن تقدموها للمستثمر السعودي في القطاع السياحي؟

- هناك تعاون كبير جداً بيننا وبين وزارة الاستثمار لتقديم كافة التسهيلات الممكنة للمستثمرين السعوديين والعرب وتسهيل الإجراءات لهم فيما يتعلق بتأسيس الشركات والحصول على التراخيص، ووفرنا خدمة الشباك الواحد لتسهيل تعامل المستثمر مع الجهات الحكومية المختلفة، ونحن كوزارة السياحة نقدم كافة التسهيلات في منح التصاريح والموافقة على رسومات المشروعات السياحية وهذا يسهل المهمة جداً على المستثمرين الذين يتعاملون مع أراضي هيئة التنمية السياحية.. وهناك مجالات كثيرة للاستثمار تروج لها وزارة الاستثمار ونحن نقدم كافة المساعدات للمستثمر ونوفر له البيانات المطلوبة.

وما هي أهم المعوقات التي يواجهها المستثمرون السعوديون في مصر؟

- لا توجد معوقات عامة، ولكن كل مستثمر يمكن أن تكون لديه مشكلة خاصة متعلقة بنشاطه ومشروعاته، ونحن نسعى بكل جهد لحل هذه المشاكل وتذليل العقبات حتى نقوم بتسريع وتيرة الاستثمار، ولحرصنا علي جذب الاستثمارات من المملكة وتعريف المستثمرين السعوديين بمناخ الاستثمار في مصر والتسهيلات التي يمكن أن تقدم لهم، وهذه أشياء لا يعرفها كل المستثمرين، وبالتالي لا بد أن نعرفهم بها حتى نصل للأرقام المستهدفة من حجم السياحة والاستثمارات الوافدة من المملكة.

بماذا ترد على تخوفات المستثمرين من الضريبة العقارية الجديدة؟

- التخوف من الضريبة العقارية ناتج عن عدم الفهم الصحيح لكيفية تطبيق القانون، وبالتالي الفهم الخاطئ للقيمة التي ستُقدر على المنشآت السياحية، وأنا أؤكد أنه لم يتم حتى الآن الاتفاق مع وزارة المالية على الطريقة التي سيتم بها حساب الضريبة بالنسبة لهذه المنشآت، وأنا أطمئن المستثمرين بأن الضريبة العقارية التي سيدفعونها لن تزيد كثيراً عن قيمة العوائد التي كانوا يدفعونها من قبل.

العمرة والحج

ماذا عن التعاون بين المملكة ومصر في موسم الحج والعمرة والتسهيلات التي تقدم للحجاج والمعتمرين؟

- هناك تعاون كبير بيننا وبين المملكة في هذا المجال خصوصاً مع معالي وزير الحج والقائمين على العمل في الوزارة أو في الميدان ولدينا علاقات قوية معهم وهناك تسهيلات كبيرة جداً تقدم من الجانب السعودي، وأحب هنا أن أؤكد أن المملكة ومصر عندما يضعان الآليات التي يتم العمل على أساسها فهما يحرصان على أن تحفظ هذه الآليات حقوق جميع الأطراف، حتى لو كانت في مظهرها قوية وشديدة إلا أنها في النهاية لصالح الجميع سواء أكانوا حجاجاً أو معتمرين أو وكالات سياحة وسفر، وأعتقد أن هذه العلاقات القوية بيننا وبين المسئولين في المملكة تمكننا من تجاوز أي عقبات وحل أي مشكلات قد تواجهنا في موسم الحج والعمرة.

كيف تتعاملون مع الشركات التي قد تحدث منها تجاوزات أو ترد بشأنها شكاوى من الحجاج والمعتمرين؟

- لدينا لائحة جزاءات تنظم هذه العملية.. وأي شركة تتجاوز أقل عقوبة لها وقف نشاطها لمدة 3 شهور وأقصى عقوبة هي إلغاء ترخيصها، ونحن لا نتهاون مع أي أحد يقصر في خدمة معتمر أو حاج أو سائح ولا يلتزم بما تم بيعه، وهذا الأمر منصوص عليه في القرارات الوزارية التي هي معلومة لدى الجميع، وفي النهاية هي عملية تنظيمية.. ولا أستطيع أن أقول إن هناك التزاماً بنسبة 100%، ولكن أي تقصير أو سلبيات يتم معالجتها، وأنا أعلم أن الجانب السعودي أيضاً حريص جداً على ذلك.. وأعلم أنه تم إلغاء تراخيص عدد كبير من الشركات لدرجة أن عدد القائمين على هذا العمل هناك أصبح قليلاً جداً ووصل إلى حوالي 36 شركة بعد أن كان حوالي 100 شركة.

السياحة المصرية والأزمات

تأثرت السياحة المصرية بالعديد من الأزمات في الفترة الأخيرة.. كيف تعاملتم مع هذه الأزمات؟

- بالطبع تأثرنا بالعديد من الأزمات كالأزمة المالية وإنفلونزا الخنازير وبركان آيسلندا مثلنا مثل بقية دول العالم، ففي العام الماضي كان لدينا انخفاض بنسبة 2.3% في أعداد السائحين حيث انخفضت من 12.8 مليون إلى 12.5 مليون، وكان هناك انخفاض في الإيرادات بنسبة 2.1 % حيث انخفضت من 10 مليارات و980 مليون دولار إلى 10 مليارات و760 مليون دولار.. وكان هناك إجراءات معينة اتخذناها من أكتوبر 2008 بعد حدوث الأزمة المالية العالمية كان لها الفضل في تقليل نسبة التراجع والانخفاض والتي كانت إلى حد ما محدودة بالنظر إلى أن حركة السياحة العالمية انخفضت في 2009 بنسبة 4% وكانت قد انخفضت في النصف الأول من العام نفسه بنسبة 8%.

* وما هي أهم هذه الإجراءات التي اتخذتموها لمواجهة تداعيات هذه الأزمات؟

- من أهم هذه الإجراءات تكثيف التعاون مع وكالات السياحة والسفر فيما يخص الحملات الترويجية والتسويقية المشتركة بيننا وبينهم مباشرة للعميل، وكثفنا من الرحلات التعريفية للصحفيين والتجار المسئولين عن البيع في العديد من الأسواق خصوصاً في السوق الأوروبي، واهتممنا أيضاً بالتواجد في المعارض المتخصصة وفي المحافل الدولية، وقمنا بتأمين الطيران العارض على مطارات معينة مثل مطارات طابا ومرسي علم وأسوان والأقصر وساحل البحر الأبيض المتوسط وكل هذه الإجراءات استمرت معنا وأكملناها في عام 2009 وفي 2010 ولذلك نحن الآن نشهد نمواً جيداً نتمنى أن يستمر إن شاء الله.

كانت هناك مطالبات بخفض الأسعار كإجراء لجذب السياحة بعد الأزمة المالية.. وقد رفضتم في وزارة السياحة هذا التوجه.. لماذا؟

- بالنسبة لنا فنحن نرى أن سياسة تخفيض الأسعار قد تنجح ولكن على المدى القصير جداً، ولكن سيكون لها تداعيات سلبية جداً على المدى الطويل، لأنك عندما تخفض السعر لا تستطيع أن تعود لرفعه بعد ذلك مرة واحدة، لأن التعاقدات السياحية تكون تعاقدات سنوية وقد تمتد لـ18 شهراً، وهذه فترة طويلة لا نستطيع خلالها خفض السعر ثم العودة لرفعه مرة أخرى، لذلك فقد ركزنا على بديل آخر وهو إعطاء القيمة المضافة للسائح الوافد.. وهناك فنادق في مصر قامت بذلك بالفعل حيث تحملت مثلاً تكلفة انتقال السائح من المطار إلى الفندق، وبعض الفنادق كانت تنظم للسائحين رحلة تسوُّق لمدة يومين أو تمنحهم تسهيلات أخرى، وهذه الإجراءات لا تكلف كثيراً.. ولكنها تعطي للسائح قيمة مضافة تجعله يقبل على المنتج السياحي.

الترويج السياحي

هل المنتج السياحي المصري على مدى تنوعه معروف لدى السياح العرب والأجانب.. أم أن هناك تركيز على جوانب معينة دون الأخرى؟

- بالفعل نحن لدينا اهتمام كبير بتعريف السائح العربي والأجنبي بمختلف أنواع المنتج السياحي المصري ولذلك كثفنا الرحلات التعريفية للصحافة المتخصصة.. وكان الغرض منها التعريف بمناطق جديدة وبمنتج سياحي جديد قد لا يكون السائح سمع عنه من قبل، ومصر بها منتج سياحي متنوع يخدم جميع الأذواق وهذا يساعد على جذب شريحة جديدة من السائحين كانت لا تعرف أن هذا المنتج السياحي موجود.

ماذا عن طموحاتكم لقطاع السياحة المصري في الفترة المقبلة؟

- البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك كان يستهدف بحلول عام 2011 تحقيق 14 مليون سائح و140 مليون ليلة سياحية وإيرادات 10.5 مليار دولار وعدد غرف 240 ألف غرفة وخلق 1.2 مليون فرصة عمل، وقد حققنا حتى العام الماضي 2009 12.5 مليون سائح و126 مليون ليلة سياحية وإيرادات 10.760 مليار دولار وهو رقم أكثر من المستهدف وعدد 215 ألف غرفة و900 ألف فرصة عمل.

السياحة العربية

هل نجحت منظمة السياحة العربية في دفع العمل العربي المشترك؟

- أهم شيء بالنسبة للسياحة العربية هو أن نذلل العقبات التي قد تحول دون تنمية السياحة البينية، وأن نقوم بتسويق فرص الاستثمارات في القطاع السياحي العربي بصفة عامة، وهذا هو الدور الأساس للمنظمة.. وبذلت فيه جهوداً كبيرة جداً وأجرت العديد من الدراسات والأبحاث، وركزت على تطوير وتنمية السياحة البينية واهتمت بالموارد البشرية وتدريب الكوادر والقائمين على العمل في القطاع السياحي بالدول العربية.

ماذا عن المستقبل.. وهل ترى أننا قادرون على المنافسة مع الأسواق الأخرى؟

- أنا أرى أن المستقبل يبشر بالخير لأكثر من سبب، ونحن لكي يكون عندنا حركة سياحية قوية جداً لا بد أن يكون لدينا بنية أساسية قوية جداً.. وهذا ما يجب أن تعمل عليه مختلف الدول العربية، وهذه البنية الأساسية تتمثَّل في الموانئ والمطارات والطرق والخدمات، وطالما أنك تعمل على وجود هذه البنية الأساسية القوية فستكون لديك القدرة على المنافسة وجذب السياحة، وعندنا مثلاً في مصر بدأنا تطوير المطارات منذ 6 سنوات فضاعفنا رقم السياحة الوافدة من 6 ملايين إلى 12.5 مليون سائح، وكلما استثمرنا في البنية الأساسية وفي البنية الفوقية المتمثلة في عدد الغرف نستطيع أن نطور حركة السياحة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد