Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/06/2010 G Issue 13771
السبت 29 جمادىالآخرة 1431   العدد  13771
 
نهارات أخرى
المرأة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز
فاطمة العتيبي

 

اللقب الذي يستحقه الملك عبد الله بن عبد العزيز في ذكرى بيعته الخامسة هو ملك الإصلاح؛ فقد أضاء الكثير من الجوانب التي تحيطنا، وإذا كانت بلدنا حظيت في هذه المرحلة بعلماء معتبرين فإن مثل هذه الأصوات لم تكن لتظهر لولا مناخ فكري وسياسي يتسم بالتعددية والتنوع ومنح الفرصة لكل الأفكار والأصوات أن تعبّر عن نفسها!

وفي شأن المرأة قال خادم الحرمين الملك السعيد عبدالله بن عبدالعزيز كلاماً أصبح حقيقة ماثلة، وتقدمت المرأة في عهده خطوات كبيرة في طريقها الطويل نحو نيل حقوقها المكفولة في روح الإسلام ونصوصه الراسخة في تعامله مع النساء.

تطمح النساء إلى أن يتحقق لهن استقلالهن وحقهن في الحياة كمواطنات مساويات لأشقائهن الرجال في الحقوق والواجبات في نظام الدولة وفق ما قررته الشريعة الإسلامية السمحاء, لا ينقصن عنه شيئاً في كل مناحي الحياة!

لا يختلف اثنان على أن المرأة السعودية أصبحت أكثر قوة ونجاحا، وصوتها صار أقوى في الحديث عما ينقصها، وحديثها ليس نكراناً لوطنها أو خروجاً على تعاليم دينها، وليس جحوداً لما وصلت إليه وليس إعلاناً أسود عن عيش أسود تعيشه بل على العكس.. ثمة حياة جميلة تعيشها المرأة السعودية، تجتهد وتعمل وتشعر أنها كائن مساو لأشقائها الرجال في البذل والعطاء وتلقي العلوم والمشاركة العملية في كافة المجالات من تعليم وطب واقتصاد وإعلام وتدريس في الجامعات وعضوية في اللجان ومستشارة في جوانب عديدة.. إنها تعيش حياة العمل المليئة بالعطاء.. لكن ما ينقصها ويشوّه هذا الجمال الكبير والعظيم الذي تعيشه هو المردود الذي يبخس فيه حقها مقارنة بالرجل.. وأن وطنها وعلى الرغم من عطائها الكبير له يأتي في لحظة الوفاء لها ليتخلى عنها في أمر مهم مثل تقاعد المتوفاة الذي من العدل أن يصرف لورثتها طالما أنه كان يقتطع من مرتبها طوال فترة عملها، لا بد أن تعامل هنا كمواطن مستقل وليس تابعًا لزوج! كما في أدبيات الفكر التقليدي الذي يرى أن المرأة كائن تابع دائما؟

حتى الآن لا تتمكن المرأة من نيل قروض عقارية أو زراعية أو صناعية مثلها مثل الرجل، ولا بد أن يكون ذلك حقا مكفولا لها دون اشتراط الطلاق أو وفاة الزوج؛ لأن في ذلك غمطا لحق المرأة في التملك باعتبارها مواطنة مؤهلة. ما زال النظام بلوائحه صارما لا يمنحها فرصة التصويت والترشيح في المجالس البلدية، ولا يمنحها حق الانضمام لمجلس الشورى كعضو مساو لما هم عليه أشقاؤها الرجال.

النظام إلى اليوم لا يدخلها عضواً في مجالس إدارات الأندية الأدبية ولا تحصل على وظيفة ممتازة إلا قبيل تقاعدها بأيام.

تضيق عليها فرص العمل في المدن, بحجج ودعاوى هدفها تجاري، بينما تفتح لها الصحاري المقفرة وأعالي الجبال لترحل وحيدة بعيداً وتموت أحياناً في الطرقات الوعرة, بحثاً عن مرتب يسد رمق ظروفها الحياتية الصعبة, بينما يمكنها أن تعمل في مدينتها وتحت نظر أسرتها، لكن..!!

النساء في عهد ملك البلاد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، راضيات، طامحات للأفضل لأنهن مختلفات؛ فقد جلسن بين يدي ملك بلادهن واستمعن لوعوده التي تحقق منها الكثير، ومازلن ينتظرن البقية, ويدركن أن خادم الحرمين الشريفين سيمنحهن من الضوء المزيد والقادر على ترحيل عتمة التهميش والانتقاص عن حقوقهن وإيفائهن حقوقهن الوطنية مثلما هن يقدمن واجبهن الوطني بكل حب وتفان.

بيعة مباركة، وعمراً ممتداً بنصرة الحق والرخاء والنماء أيها الملك المتنور.



fatemh2001@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد