Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/06/2010 G Issue 13772
الأحد 01 رجب 1431   العدد  13772
 
هيئوا مكاناً أفضل للخريجين

 

قبل أيام شهدت الملحقية التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية حفل تخريج قرابة ثلاثة آلاف مبتعث بينهم عدد لا يستهان به من خريجي الدكتوراه والماجستير، فضلاً عن حملة البكالوريوس.

المفرح في ذلك الحفل هو حصول عدد من المبتعثين على فرص وظيفية وهم في بلاد الابتعاث. وكان ذلك أفضل ما نقله الحفل، على الرغم من أن الجهات التي وظفتْ هؤلاء المبتعثين هي الجامعات السعودية والمعاهد التابعة لوزارة التعليم العالي، أي الجهة التي ابتعث هؤلاء الطلاب الذين يعودون إلى بلادهم مسلحين بالعلم والثقافة. ولكن في المقابل هناك آلاف من المبتعثين السعوديين سيعودون إلى الوطن لينضموا إلى من سبقهم من المبتعثين الخريجين الذين عادوا إلى البلاد ولم يجدوا فرصتهم في وطنهم، إذ تذكر الأرقام بأن عددهم يتجاوز أربعة آلاف خريج، عادوا من جامعات أمريكا وأستراليا وأوروبا لينضموا إلى العاطلين السعوديين الذين ارتفعت نسبتهم إلى ما يقارب 10.5 بالمائة، متجاوزة ما كان معروفاً عام 2000 عندما كانت النسبة تتراوح عند 8.3 بالمائة.

الخمسون ألف مبتعث وأكثر من ضعفهم من الطلبة الجامعيين الذين يدرسون في الجامعات السعودية من شباب وشابات لا يزال الباب الوحيد المفتوح لهم هو وزارات ومؤسسات الدولة. ومن الطبيعي أن قدرة هذه الوزارات والمؤسسات وإمكانياتها محدودة، خاصة في ظل تمديد سنين الخدمة للوافدين «الخبراء» بعد تجاوزهم العمر الافتراضي للإنتاج، وإن كان مطلوباً التمديد للخبراء من السعوديين حتى يتم تهيئة من يحل محلهم من نظرائهم المواطنين، والآن - والحمد لله - تزخر المملكة بالكفاءات وخصوصاً بعد عودة المبتعثين، وهو ما يفرض أن تجرى عملية إحلال واستبدال الخبراء الوافدين بالخبراء السعوديين والموظفين الذين ما زال منهم الكثير. وهو إجراء يجب أن يُفرض على المؤسسات وشركات القطاع الخاص وبالذات الشركات المساهمة التي من حق أبناء الوطن أن يجدوا مكاناً فيها، وهي التي أُنشئت بأموال مساهمين من أبناء الوطن. ونحن هنا لا نشجع ولا نحبذ التخلص من الخبراء الذين لا يمكن تعويضهم ولا يوجد من أبناء الوطن من يحل محلهم، إلا أنه لا يمكن أن يؤخذ معيار الراتب وما يقدم من أموال ومزايا يدعون بها أن المواطنين يستنزفون شركات ومؤسسات القطاع الخاص، وفات عليهم كم يتسبب بعض الوافدين بخسائر للشركات لا تزال قصصها معروفة ويتداولها الجميع، ولكن ما زال «الرخص» يطغى على «الجودة» وعلى الوفاء للوطن ولأبناء الوطن وإعطائهم حقاً في خيرات الوطن.

***





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد