Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/06/2010 G Issue 13774
الثلاثاء 03 رجب 1431   العدد  13774
 
تفتيت الدول

 

تواجد عدد من السياسيين من جنوب السودان في أروقة مبنى الأمم المتحدة، وأجروا اتصالات مع ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، ومنها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن تمهيداً للحصول على عضوية منظمة الأمم المتحدة ل»دولة جنوب السودان» إذا أسفر الاستفتاء القادم عن انفصال جنوب السودان وتشكيل دولة مستقلة..!

هذا التحرك يشير إلى أن «الجنوبيين» يعملون وكأن الانفصال حتمية قادمة، رغم أن هناك كثيراً من مؤيدي وحدة السودان يعترضون هذا الخيار.. إلا أن الذي يطرح التساؤل.. ما الذي أوصل الأمر إلى ذلك وكأن خيار الانفصال قادم لا محالة..؟.

الجواب الذي لا يمكن إخفاؤه، هو معاملة الأنظمة لما يُطلق عليهم بالأقلية، رغم أنهم لا يقلون عن الأغلبية الحاكمة إلا بنسب قليلة، والتميُّز الذي كان يتم في جنوب السودان ليس مسؤولاً عنه نظام سوداني بعينه.. بل كان نتيجة تراكمات سابقة وضع أسسها الاستعمار البريطاني.. ومن حكمَ السودان من الأنظمة الوطنية سار على ما وجد الأوضاع عليه.. والتي كانت ثغرة للآخرين، ليتدخلوا في الشأن السوداني الداخلي الذي لو كان متماسكاً لما استطاع الأجانب النفاذ إلى داخل الوطن وهدم الوحدة الوطنية، ليصل الأمر إلى أن يصبح الاستفتاء على فصل جنوب الوطن مطلباً ملحاً لنسبة كبيرة من أبناء الوطن.

هذا الوضع حصل في باكستان.. ونتيجة لذلك انفصلت باكستان الشرقية «بنجلاديش».. وكاد أن يحصل في شمال العراق، وأنه لا يزال الأكراد لديهم طموحات في إقامة دولتهم المستقلة..!

كل هذا بسبب أخطاء الأنظمة وما يُسمى بالأغلبية التي تفتح ثغرات في بنيان الوحدة الوطنية من خلال اضطهاد حقوق الأقلية التي لم تعد أقليات في ظل تبرع الباحثين عن أدوار والتدخل في الشؤون الداخلية للدول لتحقيق مصالحهم.

***





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد