Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/06/2010 G Issue 13776
الخميس 05 رجب 1431   العدد  13776
 
أمسية النبل والأدب
مهنا بن عبد الله المهنا أبا الخيل

 

حتماً هذا المسمى أو العنوان لا يصف بحال تلك المناسبة.

وصلت الرياض من سفر قصير مساء السبت 22-5-1431هـ، واتجهت إلى مكتب الصديق الاستشاري محمد بن علي المسلم في شارع الستين.

تحادثت مع أخي محمد حول الزيارة التي قمت بها وأحطته بمردودها، ولم يطل النقاش بنا كثيراً،

قال لي: ما رأيك بزيارة الشيخ عبد الكريم الجاسر بعد صلاة العشاء؟

تذكرت بأني لم أر أبا عبد العزيز منذ وقت طويل فوافقت.

دخلنا منزل الشيخ عبد الكريم. الباب مشرع وأناس تتحرك وسيارات مصطفة. وبمجرد دخولنا ورؤيته لنا هشَّ بمحياه المبهج مرحباً بنا، وحيث إنني لم أره منذ فترة أكثر السؤال عني وعن أهلي، لأن هناك علاقة خاصة تربط بين الأسرتين منذ زمن طويل.

جلسنا بجانبه والحضور يفوق الخمسين رجلاً من كل لون ومظهر.

بدأ بالترحيب بالجميع وشكرهم على الحضور، ثم قدم أحد المشايخ وهو ضيف الندوة الرئيس.

بدأ الشيخ بالحديث، وأوصى الحاضرين بتقوى الله، وأشار فيما أشار إليه إلى أنه لا تجب معاداة الناس بمجرد الاختلاف معهم، واستشهد بأقوال الرسول المصطفى وعلماء مثل ابن تيمية، وختم بحَثِّ الناس على طاعة ولي الأمر ومساعدته والدعاء له، ثم قدم آخر ثم آخر، وكنت أتعجب من استمرار توافد الضيوف. بعد ذلك قال: تفضلوا للعشاء.

سرت معه أنا وأخي محمد المسلم وكأني بي في بيت أحد أمراء بني العباسي. بمجرد دخولنا صالة الاستقبال الرئيسة همست في أذن أخي محمد وقلت: ما هذا؟ قال: اصبر شوي. ثم دخلنا صالة الطعام الملكية، لا أزيد في قولي أن طول المائدة لا يقل عن ستين متراً.

جلسنا وهو مستمر بالترحيب وأنا أتعجب من استمرار دخول آخرين لم أرهم في المجلس الأساسي.

سألت محمداً مرة أخرى عن هؤلاء، قال إنه يفتح الباب لكل من أراد الدخول وتناول العشاء.

الحقيقة أنه أمر غريب، فلم أر هذه الأعداد ولا هذا النوع من الموائد إلا في بعض مناسبات الأفراح، وحتى مناسبات الأفراح لا يدخلها أحد إلا بدعوة خاصة، لكني لم أستغرب على الشيخ عبد الكريم أن يفعل هذا لأني أعرف أسرته الكريمة والتي كان منها رجال اشتهروا بالكرم والوقوف مع الناس وتحمل الصعاب وكان منها أشهر فرسان بريدة وأكثرهم إقداماً. استغرابي فقط هو أن يفعل هذا الفعل في هذا الزمان أحد وبهذا الشكل وكل أسبوع. لكنه فعل نادر من رجل نادر.. وفقه الله.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد