Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/06/2010 G Issue 13776
الخميس 05 رجب 1431   العدد  13776
 
إستراتيجية للوعي بالإدارة الإستراتيجية
*م. ريان محمد المنصور

 

رغم جمال المصطلح وما له من إيحاءات بإلمام صاحبه بزمام الأمور سواء الإدارية أو غيرها إلا أن التقدم والحضارة تتطلب أكثر من الكلمات المنمقة والشعارات الرنانة فيذكر الدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله «قد أدمنا عملية نقل المصطلحات دون إعمال فكر أو اجتهاد ودون فحص أو تمحيص، فأصبحت العلوم الإنسانية العربية عقلها في أذنيها.. لهذا فقد الإنسان العربي الحديث القدرة على تسمية الأشياء.. ومن لا يسمي الأشياء يفقد السيطرة على الواقع والمقدرة على التعامل معه بكفاءة» وقد يظن القارئ العزيز أني بهدف توضيح للمصطلح وآلية تطبيقه في المنظمات التجارية والحكومية فقط. وهو ما تحدث عنه الكثير من الباحثين لكن التطبيق في بيئة تفتقر إلى أساسيات المعرفة بالإستراتيجية سيفقدها بالتأكيد ميزة الاستمرارية في البناء المثمر والتحول كما هي الحال لبعض منظماتنا والحكومية خاصة إلى بناء وإعادة بناء. فلا أقول إننا نفتقد للقادة الإستراتيجيين فقط لكن نفتقد الأفراد والمجتمع الواعي بالإستراتيجية بحيث تكون الإستراتيجية كإعداد وصياغة وتنفيذ ورقابة هي مهمة تتم بمشاركة الأفراد قبل القادة ليكسبها ميزة التواصل عبر الأجيال وليس لفترة زمنية محددة ينفذ فيها القائد رؤيته على المنظمة. فيعرف ستريكلاند وتومبسون الإدارة الإستراتيجية على أنها «رسم الاتجاه المستقبلي للمنظمة وبيان غاياتها على المدى البعيد، واختيار النمط الإستراتيجي المناسب لتحقيق ذلك في ضوء العوامل والمتغيرات البيئية الداخلية والخارجية، ثم تنفيذ الإستراتيجية ومتابعتها وتقييمها» فجهل الموظف بها وبدوره في نجاحها يجعل المنظمات وبخاصة تلك التي ترتكز على أداء الموظفين بنسبة كبيرة كالشركات الخدمية تدور في حلقة مفرغة قد تكسبها النجاح لكن بالتأكيد ليس على المدى الطويل. وهذا ما تعنى به الإستراتيجية، فالتحليل العميق للبيئة الخارجية ومعرفة الفرص والتهديدات والقيود والتوجه بعد ذلك للتحليل الداخلي ومعرفة نقاط القوة والضعف وآلية المزج بينهما لإيجاد أفضل الحلول للمنظمة على المدى البعيد وتنفيذها والرقابة عليها، فما تواجه المنظمات الطامحة للريادة بالإضافة إلى صعوبة الالتزام بتنفيذ الإستراتيجية هو نقص المعرفة لدى الموظفين بأهميتها لهم أيضاً.. فهل هي من مهام المنظمة التوعية بهذا المفهوم وغيرها أيضاً من المفاهيم والقيم كالالتزام والجدية والأمانة أم من مهام النظام التعليمي لغرس هذه المفاهيم من الصغر وتشرب الأفراد لها وأيهما يعتمد على الآخر ثقافة المنظمة أم ثقافة المجتمع؟ وقد يتضح من المثال التالي بداية إجابة على هذا السؤال فالطالب في المرحلة الأخيرة من الثانوية العامة وبنسبة كبيرة يجهل خطوته القادمة رغم أهميتها الكبيرة في مستقبله التعليمي والوظيفي وانعكاسه بالتالي على المنظمات والمجتمع ككل. وبمعالجة مثل هذه الحالات بمساعدة الإدارة الإستراتيجية فقد لا تكون المنظمة الرائدة نسبياً (كالنافخ في قربة مشقوقة) ولعلي أتحدث في مقالي القادم عن ثقافة.

جامعة القصيم - برنامج ماجستير إدارة أعمال


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد