Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/06/2010 G Issue 13776
الخميس 05 رجب 1431   العدد  13776
 
المدارس والامتحانات والصيف
د. عبدالرحمن بن سليمان الدايل

 

تشتد الحاجة إلى مراجعة حالة مدارسنا بين الحين والآخر ويصبح ذلك أشد حاجة وإلحاحاً كلما اشتدت حرارة الجو من حولنا وسطعت الشمس مبكرة علينا، فلا يخفى الأثر السيئ للمناخ على حالة الدراسة، وعلى أبنائنا الطلاب والطالبات وعلى أداء المعلمين والمعلمات.

أقول ذلك ونحن نشهد ونتابع مشروعات التطوير التي أنفقت وتنفق عليها الدولة بسخاء، وقد عايشت في وزارة المعارف سابقاً العديد من برامجها، وتركزت حينها على التوسع الكمي لنشر خدمات التعليم ومن ثم الاهتمام بنوعيتها ورفع كفاياتها وكان للمعلم شأنه ومكانته في جهود الوزارة لتوفيره بالأعداد الكافية من المواطنين والعناية بتدريبهم ورفع مستوياتهم، فلم يقف الاهتمام عند الجانب الكمي فقط بل حدث نوع من التوازن في مسارات عمل الوزارة، وجهودها المتوالية التي وجدت دعماً متواصلاً واهتماماً زائداً من الدولة باعتبار التعليم هو مصدر التنمية وهو الباعث على النهضة والتقدم والتطور.

ومع تزايد الاهتمام بالتعليم نالت المدرسة مبنى وتأثيثا نصيبها من الجهود، فالمدرسة هي المكان الذي تتم فيه العملية التعليمية، ومتى كان هذا المكان لائقاً ومناسباً كانت له ثمراته الطيبة على التعليم بصفة عامة وعلى أبنائنا بصفة خاصة.

ويشهد المنصفون من المتابعين بما حدث من نقلة كبيرة في نشر التعليم وتطويره في بلادنا غير أن واقعه لا زال ينتظر الكثير حتى يقف تعليمنا في مصاف الدول المتقدمة، ولن يتم ذلك لنا ويتحقق إلا إذا واصلت الجهود كثافتها داخل المدرسة حتى توفر لها المناخ الملائم للتعليم وحتى تسير العملية التعليمية كما ينبغي أن تسير.

ومع تغير الظروف المناخية واشتداد موجات الحر تصبح مدارسنا في حاجة إلى نظرة شاملة تضع في اعتبارها ذلك الأثر الذي تأتي به درجة الحرارة كلما ارتفعت على الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وسائر العاملين في المدرسة في الوقت الذي تشكو فيه بعض المدارس من مكيفاتها التي هي في حاجة مستمرة للصيانة أو الاستبدال.

إن درجة الحرارة العالية وغياب وسائل التكييف المناسبة لا تهيئ الظروف أمام الأبناء على الدراسة فما بالنا إذا كان ذلك في وقت الاختبارات؟ إن هذه الاختبارات في حاجة ماسة إلى توفير الحد الأدنى من المناخ المناسب لها إن لم يكن كل المناخ فكيف تنتظر من الطلاب والطالبات التفرغ لأداء الامتحانات في مثل هذه الظروف القاسية؟ ثم كيف نطالبهم بالحصول على أعلى الدرجات ليتمكنوا من التنافس في الالتحاق بالجامعات والحصول على فرصة للالتحاق بما يرغبونه من تخصصات؟

إن الأمر في حاجة إلى علاج حاسم، لتوفير المناخ المهيئ للتعليم، والمناسب للامتحانات، لوقاية أبنائنا وبناتنا من ظروف المناخ القاسية حتى يتفرغوا للدراسة ويقبلوا على الاختبارات وهم أقل توتراً وقلقاً.

ويتطلب العلاج الحاسم لهذه المشكلة أن ينظر إليها من ثلاث زوايا مهمة:

الأولى : في إطار العلاج السريع والمُلح بتوفير أجهزة التكييف وصيانتها.

والثانية : بإعادة النظر في بدايات ونهايات العام الدراسي ومواعيد الاختبارات لتتناسب مع الظروف المناخية في المملكة.

والزاوية الأخيرة: أن يتم النظر إلى كل ما يعتمل داخل المدرسة ويتفاعل في جنباتها، يتم النظر إليه نظرة تطويرية شاملة تعطي قدراً كبيراً من المرونة، فلكل مدرسة ظروفها ولكل إدارة تعليمية سماتها التي يجب أن تنعكس على مسار العملية التعليمية فيها.

إنني أناشد صاحب السمو معالي وزير التربية والتعليم ونائبيه -وهم أهل وثقة للمناشدة- أن يجعلوا هذه القضية في قمة اهتماماتهم حتى لا يقف المناخ القاسي عائقاً أمام ما يقومون به من جهود للتطوير والتحديث.

والله الموفق

وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام – سابقاً


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد