Al Jazirah NewsPaper Friday  18/06/2010 G Issue 13777
الجمعة 06 رجب 1431   العدد  13777
 

حينما يكون البحر شاهداً
كان البحر الأبيض المتوسط أعدل شاهدٍ على ما جرى لأسطول الحرية
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي

 

يا بحرُ، هذي الليلةُ اللَّيلاءُ

ظَلْمَاؤُها بالمُدْلجينَ تُضَاءُ

خاضوا غِمَارَكَ، والظلامُ يَلُفُّهم

والصاحبانِ بطولةٌ وفداءُ

ما أبحروا إلا وفي أَرواحهم

أَلَقٌ تهاوتْ عنده الظَّلْمَاءُ

جاؤوا بما يَشفي الصُّدورَ، لأنَّهم

بالمَكْرُمَاتِ وبالتضامُنِ جاءوا

جاؤوا إلى أَكْنَافِ مَقْدِسِنا التي

في أرضها يتطاول الدُّخلاءُ

لمَّا رأوا آلامَ (غَزَّة) مالها

في عُرْفِ تُجَّار الحروبِ دَواءُ

رحلوا إليها رحلةً ميمونةً

متضامنينَ، وفي القلوب سَخَاءَ

يا بحر كم شَرَفٍ عظيم حُزْتَه

لمَّا التقى بعُبَابِكَ الشُّرفاءُ

جاؤوك من شرق البلاد وغربها

تتعدَّد الأجناسُ والأسماءُ

رسموا لأسطول التضامُنِ غايةً

كُبرى تهون أَمامَها الأَعباءُ

هي نُصْرَةُ المظلومِ ساقَتْهم، فهل

يَدْري الغُفاةُ، ويُدْرِك الجبناءُ

أرأيتهم يا بحرُ لمَّا أقبلوا

في جُنحِ ليلِ الصبرِ، كيف أَضَاؤُوا؟!

أرأيتَهم لمَّا تلاقى عَزْمُهم

وهديرُ موجك حادياً والماءُ؟!

صِفْ لي بربِّك، كيف سار إباؤُهم

ليلاً وسارتْ رَحْمَةٌ ووفاءُ

أسطولُهم يا بحرُ كان رسالةً

للواهمينَ، حروفُها بَيْضَاءُ

أسطولهم يا بحر أصبح معلماً

حُرَّاً تطيرُ بفضله الأنباءُ

هو معلمُ الإنصافِ في الزمن الذي

لعبَ الطُّغاةُ بأهله وأساؤوا

يا بحرُ، أنت الآن راويةٌ لما

ستر الظلام، وقارفَ الأعداءُ

فاسرُدْ حكاية ما جرى وارفع بها

صوتاً، لتسمع صوتك الأرجاءُ

قُلها مقالة صادقٍ واشهدْ بها

فقلوبُنا وعقولُنا إصغاءُ

والحقُّ يبقى ظاهراً متألِّقاً

في الناس لمَّا يَصْدُقُ الشُّهداءُ

لما روى البحرُ الحكاية كلها

سَطعَتْ أمام العالم الأضواءُ

سقط القناعُ عن الوجوه فلم يَعُدْ

يخفى العَدوُّ، وروحه الهوجاءُ

هي دولةُ الإرهاب أهونُ فعلةٍ

ممّا جَنَتْه، جريمةٌ نكراءُ

هي دولة قانونها إرهابُها

ودليلُها في حُكمها الأهواءُ

لا بيتُ أبيضِهم يُداري ما جرى

منها ولا الوسَطَاءُ والعُمَلاءُ

يا بحرُ، أنتَ وكائناتُك والمدى

بعد المدى، والموجةُ الزَّرقاءُ

وجميع حَبَّاتِ الرِّمال، وما حَوَى

قاع المياهِ، وما احتواه فضاءُ

نَعْمَ الشُّهودُ على العدِّو، وإنها

لشهادةٌ موثوقةٌ بلقاءُ

حقٌّ كساطعة الضُّحى ما ضَرَّه

ألا تراه المُقْلَةُ العمياءُ

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد