Al Jazirah NewsPaper Friday  18/06/2010 G Issue 13777
الجمعة 06 رجب 1431   العدد  13777
 
ورطة أمريكا في العراق

 

يوم بعد آخر تتكشف ورطة أمريكا في العراق، وبخاصة مع ارتفاع عدد قتلى الجنود الأمريكيين في العمليات التي تعرضوا لها بعد احتلالها للعراق؛ فإذا كان الأمريكيون قد فقدوا في معارك الاحتلال عشرات الجنود، فإنهم قدموا الآلاف من القتلى لأجل تثبيت الاحتلال، وخسروا مليارات الدولارات للصرف على حملات الغزو والاحتلال والبقاء، كما تآكلت السمعة الأمريكية ونال الصورة الكثير من التشويه.

الأكثر خسارة لأمريكا في نظر المحللين وخبراء الاستراتيجية، هو النتائج المخيبة لكل ما كان يسعى إليه الأمريكيون، بل أكثر من ذلك يرى من رصدوا ما فعله الأمريكيون أنهم قدموا أكبر خدمة لعدو استراتيجي وهكذا، فقد أخذ الخبراء يتداولون مقولة (أمريكا تحارب في العراق وايران تحصد المكاسب).

ومن أهم هذه المكاسب أصبح لإيران الصوت الأقوى والمؤثر في الوضع الداخلي في العراق، وقد تأكد ذلك بعد أن عرقل النفوذ الإيراني تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بالرغم من مرور أكثر من مئة يوم على انتهاء الانتخابات العراقية من خلال الإصرار على الإبقاء على نوري المالكي رئيساً للحكومة العراقية للمرة الثانية، والعمل بشتى السبل لمنع إياد علاوي من تشكيل الحكومة، ولكي تخرج أمريكا من ورطتها الحالية؛ لأن تأخير تشكيل الحكومة العراقية يعني تأخير انسحاب القوات الأمريكية من العراق، والذي سيتأخر إن لم تلغَ مواعيد الانسحاب إذا ما أصر نوري المالكي وحزب الدعوة وإيران في مخططهم لإفشال كل جهود تشكيل الحكومة مما يجعل العراق يعيش فوضى الفراغ السياسي.

ولذلك، فقد تكرر إرسال كبار المبعوثين الأمريكيين لمعالجة هذه المعضلة وآخر هؤلاء المبعوثين جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية، والذي تذكر المصادر الأمريكية والعراقية أنه يحمل اقتراحين: أولهما أن يختار نوري المالكي رئيساً للجمهورية واياد علاوي رئيساً للحكومة، فيما يختار كردياً رئيساً للبرلمان.

أما الاقتراح الآخر، فهو تقاسم الأربع سنوات المخصصة دستورياً، بحيث يختار إياد علاوي السنتين الأوليين ثم يعقبه نوري المالكي السنتين الباقيتين، أو العكس، وهو خيار سبق أن لجأت إليه تركيا.

هذا التدخل الأمريكي قد لا يحقق ما تصبو إليه واشنطن، خاصة وأن طهران من مصلحتها بقاء الوضع على حاله؛ لأنه يبقي من تريده رئيساً للحكومة العراقية، ويورط أمريكا أكثر فأكثر في العراق.

***







 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد