Al Jazirah NewsPaper Friday  18/06/2010 G Issue 13777
الجمعة 06 رجب 1431   العدد  13777
 
الدورة الفلكية الشرعية الثانية... لبنة في وحدة الوطن وتلاحمه
د. أحمد يوسف الدريويش

 

إن مما ميَّز الله تعالى به هذه البلاد المباركة هو تحكيمها لشرع الله تعالى في كل أمورها مع أخذها بكل جديد ونافع من العلوم العصرية في شتى المجالات، فجمعت بذلك بين: الأصالة في التمسك بشرع الله في العقيدة والأحكام، وبين المعاصرة في الأخذ بكل المعارف والمستجدات العصرية الحديث النافعة في كل مجالات الحياة، عملاً بمقاصد الشرع في هذا وذاك.

ولما كانت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من أهم مؤسسات الدولة التي أخذت على عاتقها، تنفيذ توجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله- وتحقيق تطلعاتهم من إنشاء هذا الصرح العلمي الشامخ وهو نشر العلم الشرعي الصحيح وإعداد الكوادر العلمية المؤهلة لتولي كافة المناصب الشرعية والعربية والاجتماعية بالإضافة إلى تحصيل كافة العلوم والمعارف العصرية التي يحتاج إليها المجتمع في تقدمه ورفاهيته ونموه من طب وهندسة وعلوم وحاسب آلي وتقنية وغيرها ومواكبتها لكل جديد في العلم والمعرفة حتى أضحت والحمد لله في مصاف أرقى الجامعات العالمية في العلوم والمعارف المعاصرة مع تقدمها وتميّزها عليها جميعاً في العلوم الشرعية والعربية.

من هذا المنطلق، جاءت هذه الدورة المباركة وهي (الدورة الشرعية الفلكية الثانية) بعد الدورة الشرعية الفلكية الأولى والتي لاقت نجاحاً وقبولاً واسعاً بين كافة أطياف المجتمع.

وهذه الدورة المباركة تناولت عدة موضوعات في غاية الأهمية وهي: مدخل لدراسة علم الفلك، ومسؤولية القاضي في التحقق من رؤية الهلال، ومفهوم الحساب الفلكي من الناحية الشرعية والفلكية، وآراء الفقهاء الفلكية ودراستها - الإمام السبكي رحمه الله نموذجاً، والشهادة في رؤية الهلال - التعريف، الشروط، الضوابط، والمراصد الفلكية الحديثة وعلاقتها برؤية الهلال من الناحيتين الشرعية والفلكية، وقد أثمرت هذه الندوة عن عدد من البحوث العلمية الشرعية والفلكية قاربت ما يزيد عن خمس وعشرين دراسة شرعية وفلكية.

وهذه الندوة في الحقيقة تجسد وبجلاء التفاعل والتلاحم بين مؤسسات الدولة المختلفة بعضها مع بعض وبين مؤسسات الدولة وكافة الأفراد بتخصصاتهم المختلفة، وهذا في الحقيقة في مجموعه - يكون الوحدة الوطنية المنشودة في صورتها البسيطة، حيث شارك في هذه الندوة عدة جهات حكومية منها جامعة الإمام، ووزارة العدل، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، فضلاً عن كثير من المهتمين بهذه الندوة من قضاة شرعيين وعلماء فلكيين وفقهاء وباحثين وإعلاميين وراصدين ومترائين وغيرهم من مختلف مناطق المملكة.

ونحن بهذه المناسبة نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والمحبة لولاة أمر هذه البلاد المباركة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -حفظه الله- وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -حفظه الله- على جهودهم الجبارة المباركة في العناية بكافة الجوانب التي فيها خير العباد والبلاد، ودعمهم اللا محدود لكافة القائمين على أمور الوطن والمواطن كل في موقعه، وإتاحة كافة الإمكانات المادية والمعنوية لما فيه سعادة الوطن والمواطن.

كما نخص بالشكر والتقدير معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل الرئيس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي على جهوده الدائمة للارتقاء بالجامعة حتى غدت من أرقى الجامعات في العالم، وعلى دعمه وتشجيعه لهذه الندوة وغيرها من المناشط والفعاليات والخدمات التي تساهم بها الجامعة في خدمة المجتمع في كافة المجالات وما هو مأمول منها في فترة رئاستها لجامعات العالم الإسلامية وما يمكن أن يتحقق على يديها من خير لأبناء الأمة الإسلامية جمعاء وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا ومواطنينا من كل سوء ومكروه، وأن يجعل هذه البلاد مصدراً للخير والسعادة للبشرية جمعاء.

وكيل جامعة الإمام لشؤون المعاهد العلمية.


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد