Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/06/2010 G Issue 13779
الأحد 08 رجب 1431   العدد  13779
 
باتجاه الأبيض
مآدب الحصار
سعد الدوسري

 

لم تنطلق حتى الآن سفينة عربية لفك حصار غزة. كل السفن نظمتها جهات وجمعيات وتجمعات أوربية، الأمر الذي انعكس سلباً على سمعة العرب والمسلمين لدى المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية. فكيف يهب الأجانب لنصرة غزة، في حين أصحاب الشأن يغطون في نوم عميق؟! كيف تمخر السفن من كل حدب وصوب، عباب البحار لنجدة المحاصرين، والمعنيين الفلسطينيين يسجن بعضهم بعضاً و ينحر بعضهم بعضاً؟!

أظن أنه قد حان الوقت للتفكير في آليات جديدة للاندماج المؤسساتي العربي مع التحركات الدولية، بهدف إضافة مزيد من الشمولية للحملات الموجهة لنصرة أهل غزة، فليس كافياً أن يصعد عربي على سفينة إيرلندية أو كندية، بل يجب أن تكون هناك أيضاً سفينة عربية يصعد على متنها أسترالي وياباني. وحتى يحدث ذلك الأمر، دعونا ندعو الله أن تضع الحرب بين الفرقاء الفلسطينيين أوزارها، وأن يتوقف قادة فتح وحماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية عن الاهتمام بالسفر لكل العواصم وحضور المآدب التي لا تخلو من كل أنواع اللحوم والفواكه والحلويات، ومن ارتداء أفخر أنواع البدل وربطات العنق، فالشعب المحاصر الجائع العطشان العريان الذي يعيش بلا كهرباء ولا ماء ولا أمن، عندما يرى قياداته وهي تلف العالم على متن أحدث الطائرات وتسكن أفخم الفنادق المحاطة بالحدائق والمسابح والبحيرات وتأكل أكثر الأطباق دسماً لا بد أن يسأل نفسه:

- لماذا قياداتنا الفلسطينية في فتح وحماس والجهاد وبقية المنظمات طلقاء تزداد أوزانهم رطلاً بعد رطل، ولماذا نحن سجناء خاوية بطوننا؟؟

- لماذا ندفع نحن فواتير خلافاتهم، وهم الذين لم يعيشوا يوماً واحداً من أيام حصارنا الطويل؟؟



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد