عمل الحسبة - يشهد نقلة نوعية وتحولا يستحق التقدير..

يبدو لي.. أن عمل الهيئة.. وإن كان في أساسه عملا جيدا وموفقا ومطلوبا ويحتاجه كل مجتمع.. إلا أنه في السنوات الأخيرة - لا أقول إنه أخذ في النضج - لأنه أساساً ناضج ولكن أقول.. إنه أصبح أكثر تنظيماً.

وأنه أدخل عليه.. العديد من التحديث والتطوير.. وأنه أصبح قرباً من الناس..

لا يوجد مجتمع يخلو من الأخطاء والتجاوزات والمنكرات.. وهذه الأوبئة.. لها تبعات.. وتلحق ضرراً بالمجتمع..

وهي بؤر فساد.. لا شك أنها تحتاج إلى متابعة ومراقبة ومحاسبة.. وإلا.. لتطورت وجذبت معها.. الصالح والفاسد.

فوجود جهاز معني بالحسبة.. هي من ضرورات المجتمع.. وكم كان بودنا.. أن يوسع نشاط الهيئة.. وأن يكون لها دور أكبر.. ذلك أنها تضم نخباً وكوادر وعقولاً قادرة على العمل والعطاء وإفادة المجتمع.

ليتنا نسعد بقرار أو توجيه بدعم هذا الجهاز ويؤهله لأن يضطلع بدور اجتماعي يتناسب مع أهمية هذا الجهاز.. وأهمية رسالته السامية..

ليست وزارة التخطيط أيضاً.. تدرج الهيئات ضمن خططها الاستراتيجية.. لنظفر بجهاز فاعل يضم رجالاً قادرين على صنع شيء لوطنهم.

أعتقد.. أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. تعاني اليوم من عدة أشياء رغم كل هذا التطور.. ولعل من أبرز معاناتها:

1 - ضعف إمكاناتها المادية.. وضعف ميزانيتها واعتماداتها..

هي اليوم من أقل الأجهزة الحكومية ميزانية وإمكانات.. وميزانيتها لا تلتقي مع ما تقوم به من دور مهم ورئيسي ويهم كل الناس.

2 - رجال الحسبة (أعضاء الهيئة) يعانون من ضعف وتدني رواتبهم.. حيث إنهم يعاملون كموظفين.. مع أنهم يقومون بعمل ليس وظيفياً (مكتبيا) بل هو عمل نوعي فني متخصص.. وهو عمل ميداني شاق يحتاج إلى نوعية معينة من الناس.. وليس بوسع كل أحد.. أن يكون عضو هيئة.. حتى ولو كان متخصصاً في العلوم الشرعية.

فإذا كان القضاة لهم سلم وظيفي.. والعسكريون لهم سلم.. والمدرسون لهم سلم خاص.. وهكذا الأطباء وأعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام وغيرهم وغيرهم.. كل هؤلاء لهم سلم وظيفي خاص.. فكيف لا يكون لرجال الحسبة سلم وظيفي خاص.. يتناسب مع دورهم ومجالهم المتخصص؟

لقد نادى بهذا المطلب.. العشرات من الكتاب والمفكرين والمثقفين وغيرهم.. طالبوا منذ سنين.. أن يكون لرجال الحسبة كادر وظيفي خاص.. ولكن هذا الطلب تعثر..

3 - لماذا لا يوسع نشاط الهيئة ويوسع دورها.. بحيث يسند لها أمور يحتاجها المجتمع.. ورجال الحسبة.. قادرون على القيام بها..

نحن نتمنى.. أن نرى رجال الحسبة وهم يقومون بأدوار أخرى.. إلى جانب نشاطهم السابق وبشكل يفيد المجتمع.

4 - الملاحظ.. أن كل مقرات الهيئة.. ومقرات أفرع ومراكز الهيئة.. كلها مستأجرة.. فهل رأيتم مبنى للهيئات (حكوميا)؟!

لماذا؟!!

نحن لا ندري؟!!.

لماذا لا يضخ مبلغاً مالياً كبيراً يمكن الهيئة من تشييد مبانٍ لها.. تؤهلها لأن تقوم بدورها بشكل صحيح؟!

وهكذا المركبات (السيارات) أغلبها قديمة ومتهالكة.. كما أن هناك شحا في عدد السيارات.. فلماذا لا يدعم هذا البند؟!! ذلك أن السيارات شيء مهم في عمل الهيئة.

أن المطلوب.. هو السعي لدعم إمكانية هذا الجهاز المهم والارتقاء به.. ونحن سعداء بهذه الكراسي الجامعية الجديدة لخدمة الحسبة.. وهي نقلة أخرى في مجال عمل الهيئة.. ونتوقع.. أن تقدم هذه الكراسي العلمية.. دعماً مباشراً لنشاط ودور الهيئة.. وأن تحقق نقلة جديدة لعمل الهيئة.