Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/07/2010 G Issue 13792
السبت 21 رجب 1431   العدد  13792
 
ضمن منافسات دور الثمانية للتأهل للمربع الذهبي بالمونديال
المنتخب الألماني يتحدى ومنافسه الأرجنتيني يسعى للثأر في مواجهة كلاسيكية

 

يواصل المنتخب الإسباني لكرة القدم رحلة البحث عن اللقب العالمي الأول له من خلال مواجهته المرتقبة اليوم السبت على استاد «إليس بارك» في جوهانسبرج مع منتخب باراجواي ضمن منافسات دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.

ولن يكون غريبًا أن يخوض المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني بطل أوروبا هذه المباراة وهو يشغل جزءًا من تفكيره بالمباراة المرتقبة في الدور قبل النهائي للبطولة التي سيلتقي فيها، إذا تأهل للمربع الذهبي، مع الفائز من المنتخبين الألماني والأرجنتيني.

ويبدو المنتخب الإسباني هو المرشح الأقوى لتحقيق الفوز في مباراة اليوم على باراجواي بلا عناء كبير. ولكن دل بوسكي (59 عامًا) قال: إن فريقه لن يستهين بمنتخب باراجواي. وقال: «المباراة أمام باراجواي ستكون بنفس صعوبة باقي المباريات التي خضناها حتى الآن. نتوقع أن نواجه فريقًا يتميز بالأداء الدفاعي سيحاول التغلب علينا من خلال الهجمات المرتدة».

وتأهل منتخب باراجواي إلى دور الستة عشر بعدما تصدر مجموعته في الدور الأول للبطولة بالرغم من أنها ضمت المنتخب الإيطالي. ثم شق منتخب باراجواي طريقه إلى دور الثمانية بعد الفوز على نظيره الياباني بضربات الترجيح في دور الستة عشر إثر تعادلهما السلبي على مدار الوقتين الأصلي والإضافي خلال مباراتهما بمدينة بريتوريا.

وقال المهاجم الأرجنتيني الأصل لوكاس باريوس نجم منتخب باراجواي: «نحاول الاحتفاظ بهدوئنا ونعلم أنه ما زال أمامنا بعض العمل.. إنها تجربة فريدة لنا في كأس العالم. إننا بين أفضل ثمانية منتخبات في العالم».

واعترف زميله نيلسون هايدو فالديز بأن المنتخب الإسباني سيخوض المباراة وهو المرشح الأقوى بالطبع ولكنه قال: إن منتخب باراجواي لن يستسلم سريعًا.

وقال فالديز «سنبذل كل ما بوسعنا من أجل باراجواي.. إذا لم نفعل شيئًا آخر (التأهل للمربع الذهبي)، سنسبب لهم المتاعب وسنصيبهم بالإجهاد في الدور قبل النهائي».

وكانت أفضل مشاركة للمنتخب الإسباني في بطولات كأس العالم من خلال مونديال 1950 عندما حل الفريق رابعًا.

وإذا حقق الفريق الفوز على باراجواي غدًا سيضمن على الأقل معادلة هذا الإنجاز. ويعلق دل بوسكي في مباراة الغد أملاً كبيرًا على مهاجمه الخطير والنشيط ديفيد فيا الذي يقتسم صدارة هدافي البطولة حاليًا مع المهاجم الأرجنتيني الشاب جونزالو هيجوين. وسجل فيها هدف الفوز 1-صفر للمنتخب الإسباني على المنتخب البرتغالي في دور الستة عشر رغم الدفاع الصلد للمنتخب البرتغالي.

ويأمل فيها في تكرار ذلك أمام منتخب باراجواي الذي يعتمد بقيادة مديره الفني الأرجنتيني جيراردو مارتينو على الأسلوب الدفاعي أكثر من روح المغامرة.

كما يتوقع أن يواصل دل بوسكي ثقته في المهاجم الآخر فيرناندو توريس نجم ليفربول الإنجليزي بالرغم من أنه لم يستطع حتى الآن هزِّ الشباك أو استكمال التسعين دقيقة في أي من المباريات التي خاضها مع الفريق في هذه البطولة.

كما بدا توريس بعيدًا تمامًا عن مستواه في المباراة أمام البرتغال بدور الستة عشر للبطولة حتى استبدله دل بوسكي.

ويتضح أن توريس ما زال في مرحلة التعافي والنقاهة بعد العملية الجراحية التي أجراها التي أبعدته لبعض الوقت عن الملاعب قبل هذه البطولة.

ويحظى توريس بمساندة تامة من زميله فيا.

وقال فيا المنضم حديثًا لفريق برشلونة الإسباني: «اللوم الوحيد الذي يمكنك توجيهه إليه (توريس) هو عدم هز الشباك».

ألمانيا × الأرجنتين

أبهر المنتخبان الألماني والأرجنتيني لكرة القدم متابعي بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا من خلال الروح الهجومية مما ضاعف من التوقعات بأن تكون المباراة بينهما اليوم السبت في دور الثمانية للبطولة مواجهة كلاسيكية من العيار الثقيل.

ويلتقي المنتخبان اليوم على استاد «جرين بوينت» في مدينة كيب تاون، حيث يبحث المنتخب الأرجنتيني عن الثأر بعد خروجه من دور الثمانية أيضًا في مونديال 2006م بألمانيا بعد الهزيمة أمام المنتخب الألماني بضربات الترجيح أمام حشد هائل من المشجعين الألمان.

وانتهت مباراة الفريقين قبل أربع سنوات وسط حالة من التوتر والمشاحنات بين اللاعبين ولكن الشيء الذي ما زال عالقًا في ذهن المنتخب الأرجنتيني هو الهزيمة في هذه المباراة والرغبة في الثأر.

وقبل أربع سنوات، كان ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني لا يزال شابًا واعدًا ولكنه لم يكن قد وصل إلى العبقرية الكروية أو المستوى الرائع الذي أصبح عليه الآن، حيث خاض المونديال الماضي على مقاعد البدلاء.

ولكن ميسي (23 عامًا) يرغب الآن في تحقيق التوازن في أداء المنتخب الأرجنتيني وقيادته إلى الثأر من نظيره الألماني.

وصرح ميسي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلاً: «هذه المرة لديّ الفرصة للعب... وأتمنى تصحيح الأوضاع».

كما يمتلك لاعب خط الوسط الألماني باستيان شفاينشتيجر ذكريات سيئة من مباراة الفريقين في مونديال 2006م ولذلك كانت تصريحاته نارية عن هذه المواجهة الصعبة والمثيرة التي تنتظر فريقه غدًا.

وقال شفاينشتيجر نجم بايرن ميونيخ «لا يجب أن نترك أنفسنا نتأثر بمضايقاتهم.. إنها تظهر عدم احترامهم ولكنها الطريقة التي يتعامل بها الأرجنتينيون. أتمنى أن يكون يومًا جيدًا للحكم».

وبالرغم من ذلك، لا يبالي المعتدلون كثيرًا بالتاريخ ولكنهم يهتمون أكثر بالإثارة التي ستولدها هذه المواجهة بين فريقين يتميزان بالأداء الهجومي.

وفي الوقت الذي اعتمدت فيه منتخبات عديدة على الدفاع الصلد الذي أضر بالأداء الجمالي في البطولة وقلص من بريقها، أكَّد المنتخبان الألماني والأرجنتيني أن السلبية والأداء الدفاعي ليسا الطريق الوحيد للفوز بالمباريات.

وسجل هجوم المنتخب الأرجنتيني عشرة أهداف في البطولة حتى الآن منها رباعية لمهاجمه الشاب جونزالو هيجوين الذي يتألق إلى جواره كارلوس تيفيز بالإضافة إلى ميسي الذي لم يهز الشباك حتى الآن في البطولة الحالية لكنه يخلق المساحات التي تساعد باقي اللاعبين على هز الشباك.

ولا يحظى لاعبو المنتخب الألماني الشاب، الذي يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 25 عامًا، بنفس شهرة أو نجومية لاعبي المنتخب الأرجنتيني ولكنهم تركوا انطباعًا رائعًا في هذه البطولة بعدما حققوا فوزًا كبيرًا 4-صفر على أستراليا في الدور الأول ورائعًا على المنتخب الإنجليزي 4-1 في دور الستة عشر.

ولكن الهزيمة أمام صربيا صفر-1 والفوز الهزيل على المنتخب الغاني 1-صفر أظهر أن الفريق لا يقدم العروض الجيدة في كل مبارياته ولا يستطيع استغلال طاقاته في كل وقت.

وبالمقارنة بين الفريقين، يتضح أن المنتخب الألماني يتراجع مستواه سريعًا في بعض المباريات بينما يرتقي المنتخب الأرجنتيني بمستواه تدريجيًا من مباراة لأخرى.

ويدرك المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني ذلك جيدًا، حيث قال: «المنتخب الأرجنتيني لديه الكثير من نقاط القوة وليس من السهل التعرف على نقاط ضعفه.. إنه أحد أكبر المنتخبات المرشحة للقب إذا لم يكن المرشح الأقوى».

وبالرغم من ذلك، يعتقد لوف أنه توصل إلى بعض المراكز في المنتخب الأرجنتيني التي يمكن للاعبي ألمانيا مثل الشاب توماس مولر (20 عامًا) استغلالها ولكنه يرفض بالتأكيد الإعلان عنها قبل المباراة.

ويتعامل لوف مع المباراة بشكل يتسم بالعقلانية والتفكير أكثر من طريقة تعامل دييجو مارادونا المدير الفني للأرجنتين مع المباراة.

وعانى المنتخب الأرجنتيني كثيرًا في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال الحالي ولكنه قدم عروضًا رائعةً في البطولة الحالية وحقق الفوز في جميع المباريات الأربع التي خاضها في المونديال الحالي حتى الآن.

وسيكون حب مارادونا للاعبيه دافعًا كبيرًا للفريق من أجل التألق.كما ستكون خبرته الكبيرة مصدرًا مهمًا للاعبين وحافزًا لهم على بلوغ المباراة النهائية والفوز باللقب ليكرروا ما فعله مارادونا في مسيرته كلاعب عندما قاد منتخب بلاده للفوز باللقب في مونديال 1986 بالمكسيك بعد التغلب على منتخب ألمانيا الغربية في النهائي.

ولكن المنتخب الألماني نال دفعة معنوية أخرى من خلال توقعات الأخطبوط بول في أوبرهاوزن بألمانيا، حيث توقع الأخطبوط فوز المنتخب الألماني في مباراة الغد ، علمًا بأن جميع توقعاته للمباريات الأربع السابقة للمنتخب الألماني في المونديال الحالي كانت صائبة.

وإذا أصابت توقعات الأخطبوط هذه المرة أيضًا، سيطيح المنتخب الألماني بنظيره الأرجنتيني ويتأهل إلى الدور قبل النهائي الذي يلتقي فيه يوم الأربعاء المقبل بمدينة ديربان مع الفريق الفائز من مواجهة إسبانيا وباراجواي.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد