Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/07/2010 G Issue 13799
السبت 28 رجب 1431   العدد  13799
 
رحمك الله أيها الطيب
سليم صالح الحريص

 

الطيب الراحل إلى رحمة ربه الأستاذ عبدالهادي الطيب تقبلك الله وأسبغ عليك شآبيب رحمته وغفرانه. أعزي فيك نفسي وأواسيها بفقدك فلم تكن أنت مصححا لغويا في بيتنا العزيز (الجزيرة) ولا رئيسا لقسم التصحيح، بل أنت معلم وأخ وموجه ناصح وصديق صدوق صادق في نصحه وتوجيهه.

** كثيرة هي الأشياء التي تذهب الى حال سبيلها.. تُنسى... تتقادم عليها الأيام وتطوى صفحاتها... وكثيرة هي الأشياء التي تبقى حاضرة متوهجة وإن مضت عليها السنون وبلت لكنها تبقى متوهجة... حاضرة لها وميض كلما طفت في ذكريات العمر واستذكرت واستعدت الشريط.

الأستاذ الفقيد عبدالهادي هو من هذا الحاضر المتوهج الباقي الراسخ في ذاكرتي... عرفته منذ سنين... واستمرت العلاقة المبنية على احترام مني لرجل مثله له في قلبي مكان وفي وجدان حضور... سنون مضت ولم تزد هذه السنون ما يربطني به من علاقة بين المعلم والطالب إلا قوة ومتانة ونقاء... تعلمت منه الشيء الكثير... وجهني في كثير من الأمور... كثير ما وجدت منه نصح الأب والمعلم والمرشد.. لكني كثيراً ما أجد في لغته وضوح الصرامة... وجدية القول البعيد عن ليونة المجاملات... يواجهك بصدقه... ويوجهك برأي الخبير المتمرس... مرات عديدة ما يصفني ب(المحرج) أو الشمالي المحرج...

** استمرت هذه العلاقة أجد منه كل لطف.. أصغي له كظميء... وأغوص في قوله وأراجع ما يقول وأمحص رأيه الذي كثيراً ما كان إلا على صواب...

وبحكم موقع بلدي الحدودي (القريات) أجده حين يغادر إلى خارج الوطن يهاتفني وفي إيابه كذلك لكنه لم يستجب لإلحاحي ومطالبي في البقاء عندي ولو لساعات.... لكنه بقي ينمي هذه الصلة ويعزز جسورها.. ويوثق مابني ويؤصل تلك الوشائج.

عاش صادقاً... نقياً.... له مبدأ لم تغير فيه الأيام ولم تمنحه لونا آخر.... بقي طيباً... عاش طيبا ومضى إلى ربه طيباً... تغمدك الله بواسع رحمته... قد فقدتك أخاً ومعلماً.. مثلما بدت الجزيرة ومكانك شاغر في مكتبك. فلك حضورك... لكن غيابك حاضر... وأنفاسك سابحة في سماء هذا المبنى.

رحمك الله أستاذي الكريم.... رحمك الله وجزاك خير الجزاء... صبر الله أسرتك وذويك على هذا الفراغ الذي تركه رحيلك.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد