Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/07/2010 G Issue 13799
السبت 28 رجب 1431   العدد  13799
 
عبدالهادي الطيب.. فقيد الجزيرتين
جابر حسين المالكي

 

أكتب مقالي هذا مؤمناً بقضاء الله وقدره وفيه أعلم يقيناً أنه ليس كسابقيه من تلك التي كتبتها وتشرفت بنشرها عبر هذه الصحيفة الغراء.. ويكمن جوهر هذا الاختلاف كوني أكتب وأتحدث عن شخصية عزيزة على نفسي وغالية على قلبي كانت همزة الوصل بين الكتاب والصحيفة.. ذلكم هو فقيد الجزيرتين العربية والصحفية الأستاذ عبدالهادي مصطفى الطيب عليه رحمة الله ورضوانه ومع شروعي في كتابة هذه الكلمات أجد العبرات تخنقني والموقف أمامي يشتد صعوبة لأني لن أسمع صوت أبي معتز رحمه الله وهو يقول مقالك وصل وأجيز وهو في طريقه للنشر قريباً إن شاء الله نبرة ذلك الصوت الذي لا زال صداه في سمعي ساكناً ومعناه في نفسي وذاتي حاضراً خاصة وأن صرختي الأولى في عالم الحرف وميدان الكلمة ولدت في دار صحيفة الجزيرة ونشأت وترعرعت في أحضان صفحة (الرأي) (وجهات نظر) حالياً بمتابعة وتشجيع من الأستاذ عبدالهادي الطيب رحمه الله وأصبحت نفسي مع كل مقال تواقة لسماع ذلك الصوت الغزاوي الهادئ المشبع بالثقة والتواضع النابع من خبرة طويلة في الحياة العلمية والعملية ولعل حسه المرهف وأسلوبه الراقي في تعامله مع كتاب تلك الصفحة التي كان يعمل مشرفاً عليها جعل الكثير من هؤلاء الكتاب ينساقون خلف صحيفة الجزيرة عزاً ويتسابقون شرفاً للكتابة في تلك الصفحة التي فتحت لهم آفاقاً واسعة وأعطتهم المساحة والحرية التي تخدم المجتمع وحين عمل رحمه الله مشرفاً على صفحة (الرأي) لسنوات طويلة لم يكن ذلك محض الصدفة أو بمجرد واسطة إنما هو جهد وإبداع وتميز نثره الطيب في ساحات الجزيرة وبين صفحاتها التي كانت تخرج بإشراقه جميلة ذات أخبار ومقالات ترتقي بمعاني وأصول اللغة العربية الجميلة ذلك كله أكسبه ثقة ناصعة البياض من لدن رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك وهذا ما ذكره زملائه الذين شهدوا الانطلاقة القوية لصحيفة الجزيرة إلى عام النجاح والتميز الذي وصلت إليه اليوم بقيادة ربانها الشجاع أبي بشار متعه الله بالصحة والعافية وعرفوا أبا معتز عن قرب منذ أن كان مصححاً لغوياً حتى أصبح كبيراً للمصححين ومن ثم مشرفاً على واحدة من أهم صفحات الجزيرة التي تهم الكتاب والقراء ويصل من خلالها صدى صوتهم ومطالبهم للمسؤولين مما جعلهم يرتبطون بالجزيرة حباً وعشقاً ختاماً فسيظل أبو معتز رحمه الله في حياتي صاحب المعروف الذي لا أنساه والجميل الذي لا أنكره... فهو من أضاء لي طريق الأمل بمصابيح النجاح وزرع في واحة نفسي بذور التفاؤل وغرس في بساتين مشاعري ورود الشكر الفواحة احتراماً وتقديراً وامتناناً... منحني وسام الثقة بالنفس من الدرجة الأولى من جديد في لحظات كادت تنهار فيها حروفي وتنتحر كلماتي وتبقى بنات أفكاري ميتمات في المجتمع الثقافي متيمات في عالم الحب والعشق والوفاء ثم الولاء لهذه العقيدة وذاك الملك وهذا الوطن رحم الله عبدالهادي الطيب وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان لقد كان حديثه معي في المكالمة قبل الأخيرة حديث المودع وهو يقول سامحني فقد يتغير أحياناً أسلوب تعاملي المعروف بسبب الظروف من كبر سن وتقلبات الضغط والسكر.

سامحك الله أيها الطيب لم نرَ ونسمع منك إلا كل ما هو طيب وجميل وسنظل نذكرك بكل خير وندعو لك بالرحمة والمغفرة.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون)

لواء الأمن الخاص الأول بالحرس الوطني بالرياض


Gaber1398@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد