Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/07/2010 G Issue 13800
الأحد 29 رجب 1431   العدد  13800
 
خريجو الثانوية.... إلى أين؟!!!
محمد أبوحمرا

 

لدينا من الجامعات العدد الكثير «ولله الحمد»، وهذه الجامعات باستطاعتها أن تستوعب أعدادًا هائلةً من أبنائنا خريجي الثانوية العامة.

لكن.. كيف يفكر الخريجون من الثانوية؟

ثم كيف يوجههم المجتمع؟

أو لنقل: كيف يوجههم الوالدان؟

تختلف العقليات باختلاف البيئة والوالدين وثقافتهما طبعًا.

بعض الطبقات الاجتماعية همّها أن تتجه للكليات العسكرية؛ وهذه الطبقة «معروفة».

والسبب أن الابن يردد دائمًا: تعبت من الدراسة.!!

وهناك طبقة تتجه إلى الكليات النظرية؛ لأنها غير مؤهلة للكليات العلمية.

والسبب هو التراخي من الطالب والوالدين أثناء السنة الأولى من الثانوية.. ثم قبل ذلك مشيئة الله ثم عدم الجدية في الدراسة.

وهناك طبقة جادة ومجدّة وتهتم بالمستقبل لأبنائها على المدى الطويل..

أسر عرف عنها الجد والبعد في التفكير؛ لذلك تأثيرها ينعكس على الأبناء.

تجد الابن وهو في الدراسة المتوسطة متفوقًا؛ لذا يوفق في الثانوية بعد توفيق الله، فيتجه للتخصصات العلمية المهمّة جدًا طب؛ هندسة؛ صيدلة؛ حاسب... الخ.

هؤلاء لا يفكرون إلا في البكالوريوس؛ بينما الطبقة الأولى تفكر في الدبلوم على طريقة «رب ارزقني وعجّل»!!

أسمع كثيرين عندما يتخرج أبناؤهم من الثانوية يرددون «ابك رح عسكري»!!

لذلك تجد أبناءهم يتجهون إلى الطريق للدبلوم. وربما أنهم يريدون مظهرًا مؤقتًا فقط. والسبب هو توجيه وتشجيع الآباء لهم على الكسل والعجلة في الرزق.



وعندما تتابع أسماء خريجي الكليات العلمية المهمة ستجد أسماء لها سبقٌ في الحياة العلمية؛ كأبناء أطباء والمهندسين والصيادلة وعلماء آخرين في أية مجال علمي صعب التخصص ويحتاج للصبر والجدِّ والمثابرة.

بينما تجد خريجي الدبلومات من طيف اجتماعي قليل الثقافة ولا يعرف بعد الثانوية إلا طريقًا واحدًا.

ولذلك تجدهم يستنفرون في الصيف كل الطاقات؛ لكي يقبل أبناؤهم في الدبلومات ونحن لا نقلل من شأن الدبلومات؛ لكن ما دامت الدولة -أعزها الله- قد وسّعت على أبنائها بكثرة الجامعات العلمية والنظرية؛ فلماذا العجلة في مسألة التخرج؟

هل لأن الأسرة تريد زخمًا اجتماعيًا هي في حاجة له؟ أم أن مسألة الخيلاء لا زالت تسيطر على عقليات تلك الطبقة ولم تخرج منها؟ أم أن الجهل في المستقبل لا يعطيهم ميزة الصبر والتأني في الحياة؟

لا أدري؛ وربما أدري ولا أريد أن أقول!!!

المهم هو: أين سيتجه ابنك بعد الثانوية؟

وهل فكّرت: كيف سيكون بعد ثلاثين عامًا من تخرجه من الثانوية؟

سؤال مهم ومحرج لكثيرين ممن لا يفكرون إلا في التخلص من «الورع الأقشر!!» فهل يستوعب أولئك المستعجلون رزق أبنائهم أن التعليم هو عصب الحياة؟

يبدو أنهم لم يصلوا لدرجة الاستيعاب!!



Abo_hamra@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد