القاهرة - عبدالله الهاجري :
يبدو أن الأعمال الدرامية العربية لها موعد متجدد لخلق الكثير من القضايا التي ربما تثير الرأي العربي، وبخاصة المحافظون منهم؛ فزهرة التي تعيش في حيّ شعبي وتتعرض للعديد من المشكلات في حياتها تتزوج أكثر من مرّة نتيجة تلك الظروف التي تفرضها عليها قسوة الحياة، وبخلاف قسوة الحياة سيكون هناك قسوة أكثر مرارة ستكون من المتابعين لمسلسل (أزواج الحاجة زهرة)، حيث لن يرضوا إطلاقاً بأن يناقش المسلسل قضيّة الصراع بين الشريعة والقانون في الحياة اليوميّة بشكل عام والحياة الخاصة للأزواج والزوجات بشكل خاص.
وفيما اعتاد المشاهد العربي على أن يحظى بنصيب الأسد من الدراما التلفزيونية خلال شهر رمضان المبارك، بعدما باتت متابعة الأعمال الدراميّة طقساً من الطقوس الرمضانيّة، ومن باب الوقوف على عمل ربما يثير الكثير، اختارت (الجزيرة) دراما اجتماعية معاصرة تحمل طروحات جريئة وتجمع كوكبة من نجوم الدراما المصريّة، «أزواج الحاجة زهرة» الذي سيعرض على شاشة MBC1 خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث أثار هذا العمل زوبعة من التساؤلات منذ إعلان فكرته، معيداً إلى الذاكرة مسلسل «عائلة الحاج متولي» الذي حقّق نجاحاً فاق كلّ التوقعات عند عرضه عام 2001 على أكثر من 12 محطة عربية، خاصة أن «أزواج الحاجة زهرة» جاء من صنّاع (عائلة الحاج متولي) السيناريست المصري مصطفى محرم والمخرج المصري محمد النقّلي.
بعد إعلان فكرة المسلسل اعتبر البعض أن العمل يروّج لتعدد الأزواج عند المرأة ويتنافى مع أحكام الشريعة، وهذا ما جعلنا نبحث عن مخرج العمل السيد محمد النقلي، الذي تحدث إلى الجزيرة نافياً في بداية كلامه أن يكون الهدف من العمل الترويج لتعدد زواجات المرأة في ردٍّ على الذين ألبسوا العمل جلباب «عائلة الحاج متولي»، فزواجات زهرة الأربعة تختلف عن زواجات الحاج متولي من منطلق أن الزوجة لا تستطيع أن تكون على ذمّة زوجين في وقت واحد، ومن حيث الدافع إلى الزواج.
واعتبر النقّلي أن المسلسل يتعرّضُ لنقطة مهمة جداً، نادراً ما عالجتها الدراما المصريّة أو العربيّة، وهي الصراع بين القانون والشرع، وأضاف: «هناك صراع خفي بين الجانبين، خاصة في حالات الزواج والطلاق.. (أزواج الحاجة زهرة) يتناول مثل هذه المواضيع المهمة، فزهرة التي تلعب دورها الفنانة غادة عبد الرازق تتزوج أربع مرّات، وكل زواج له ظروفه، سواء في الارتباط أو الطلاق، وبالتالي تجد نفسها على ذمّة أربعة رجال دون علمها؛ إذ إن تتالي الأحداث أدى إلى ذلك، فما هو موقف الشرع؟ وما هو موقف قانون الأحوال الشخصية؟...». ولم يستغرب النقّلي أن تثير قضية تعدد زواجات المرأة جدلاً، موضحاً موقفه من أي قضية تثير أزمة وجدلاً في المجتمع، فيرفض تجاهلها ويدعو إلى تسليط الضوء عليها ومناقشتها ووضع الحلول أمام الجميع، مؤكداً أن الدراما التلفزيونيّة لا بدَّ أن تشارك في بث الوعي في المجتمع عبر تناول مثل هذه المواضيع.
