Al Jazirah NewsPaper Monday  12/07/2010 G Issue 13801
الأثنين 30 رجب 1431   العدد  13801
 
أضواء
ثورة بازار طهران
جاسر الجاسر

 

اثنان من شرائح المجتمع الإيراني أسقطا حكم الشاه، وهيآ أرضية الثورة ضده، مما أتاح للخميني ركوب الموجة، ومن ثم سرقة الثورة من صناعها.

طلبة إيران ورجال البازار في طهران؛ فطلبة جامعة طهران هم أول من أشعل الاضطرابات التي سرعان ما تنامت، فدخل التجار على الخط، وأخذوا يمولون الثورة، وأضرب البازار - الذي هو عصب الحياة التجارية في إيران - فتهاوت أعمدة الحكم الشاهتشاهي، مما جعل جنرالات الأمن والجيش يهربون إلى خارج إيران وتفكك المؤسسات الأمنية، وكان التداعي سريعاً، ولم تكن هناك مؤسسات بديلة، فكان الاستعانة بالملالي لشبكتهم الممتدة طول البلاد وعرضه وسيطرتهم على المجتمع من خلال الحسينيات وجيء بالخميني من باريس ليكوِّن خلطة في البداية من السياسيين الذين كانوا معارضين لحكم الشاه «مجاهدي خلق، حزب توده، المثقفين» وإحاطتهم بأصحاب العمائم الذين كانوا - ووفق مخططات الخميني - يعرفون متى يتخلصون ممن كانوا «وقود الثورة» وحطبها، وفعلاً تخلصوا من بني الصدر وإبراهيم زاده وغيرهم من الرموز السياسية ليخلوا الجو لهم وينتهي الأمر لأصحاب العمائم..!!

الآن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل عام 1979، فهاهم الطلبة ينتفضون ولا يوقفون إضراباتهم إلا ويشعلوا إضراباً آخر، وهاهم تجار البازار ينضمون إلى انتفاضات طلبة طهران ويعقِّدوا الوضع أكثر على حكم الملالي.

فمنذ يوم الثلاثاء 6 تموز يوليو أضرب تجار بازار طهران، ومنذ صباح الثلاثاء وحتى اليوم لايزال التجار مضربين، رغم أن قوات الأمن التي تعتمد في تكوينها على أفراد البسيج العنيفين حاولت إجبار التجار على فتح محلاتهم وإنهاء الإضراب بالقوة مما أدى إلى مقتل «حاج كاشاني» إلا أن الإضراب استمر.

ومنذ يوم الثلاثاء الماضي حاول نظام الملالي إنهاء الإضراب وإعادة بازار طهران للعمل لأنه يمثل رمزية مهمة، وإشارة لإشعال الثورة الشاملة في عموم إيران، حتى إن الحرس الثوري وميليشيات التعبئة «البسيج» تواجدوا بأعداد كبيرة في سوق طهران «البازار» وحاولوا منع المواطنين من التردد على السوق للحيلولة دون توسع إضراب التجار، ولاحظ أهل طهران أن شارعي «بامتار» و»15فرداد» أصبحا مركزي تجمع لقوات القمع الإيرانية، مما حدا بأصحاب المحلات إلى إقفال أبوابها وترك «البازار» والشوارع المتفرعة منه مكاناً لمواجهة قادمة بين الثوار وقوات الأمن..

فهكذا اندلعت ثورة البازار التي أتت بالخميني والملالي... وهكذا سيتم التخلص منهم، هكذا يؤكد الإيرانيون.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد