Al Jazirah NewsPaper Monday  12/07/2010 G Issue 13801
الأثنين 30 رجب 1431   العدد  13801
 
مستعجل
شيء عن مؤلفاتنا ومؤلفينا..
عبد الرحمن السماري

 

شيء يجب ألا ننكره.. وهو أنه لدينا نتاج فكري جيد.. ولدينا مؤلفات.. ومطابعنا.. تقذف بعدد من الكتب بشكل شبه يومي.. لمؤلفين سعوديين وفي مجالات وميادين مختلفة.

**هذا شيء معروف، ولكنَّ هناك شيئاً آخر يجب أيضاً.. أن نعترف به.. وهو أن (بعض) وأقول (بعض) هذه المؤلفات (يفشِّل)؛ بمعنى أنه ليس في مستوى أن يُطبع ويُقدم كمؤلف.. ومع ذلك.. فُسح وطُبع وقُدِّم كبضاعة مغشوشة.

**والغش في المواد الأخرى.. كالملبوس وغيره.. ربما يكون أهون من الغش في الفكر.

**تذهب إلى بعض المكتبات وتتناول كتاباً وتجده مجرد (سواليف) أو (كلام فارغ) أو شيء يُستحى من ذكره.. فكيف نقدم هذه للآخرين ونقول: هذا نتاجنا الفكري؟ وماذا سيحكم علينا الآخرون إذا ما قرأوا كتاباً كهذا؟

**هناك استهتار بالتأليف..

**وهناك قفز على هذه البوابة..

**سافر أحدهم لمدة يومين خارج المملكة للمشاركة في مؤتمر أقيم في إحدى الدول.. فألّف مؤلفاً في هذه الرحلة (الكبيرة؟!!).

**تصوروا.. رحلة لمدة يومين في أحد البلدان.. تحولت إلى مؤلف.. ذكر فيه كل تنقلاته وحركاته.. وحركات وسكنات وتصرفات كل أعضاء الرحلة.. وهما شخصان.. وسعادة المؤلف!

**لقد نقل كل حركة قام بها.. وكل ما شاهده بشكل يدعو للسخرية.. (كلام تافه) جداً.. ومع هذا.. صاحبنا يُصنفه على أنه من أدب الرحلات.. وصنَّف نفسه على أنه رحال.. مع أنه لم يغادر هذه البلاد إلا لمدة يومين اثنين لا غير!

**يقول في بعض مشاهد الرحلة: خرجنا صباحاً من الفندق بعد أن تناولنا طعام الإفطار.. وقد تحدثنا مع موظف الاستقبال وصرفنا عنده بعض النقود ثم ركبنا التاكسي وتحدثنا مع (سواق) التاكسي.. وعندما اقتربنا من أول إشارة مرور كانت حمراء.. فتوقف السائق بأدب أمامها حتى أضاءت باللون الأخضر.. ثم مشينا...

**وهكذا من هذا القبيل وكأنه لم يسافر أحد غيره.. وكأنه أول إنسان يكتشف هذه البلاد التي يوجد فيها حوالي مئة ألف سعودي.. ما بين طالب وسائح وموظف وتاجر وصاحب مشغولية وعمل.

**(شخابيط) وتفاهات (وكلام فاضي) تحولت إلى كتاب ومؤلف موجود في المكتبات.

**وهناك آخر ألّف كتاباً على هيئة سؤال وجواب.. بمعنى.. أسئلة توجه إليه وهو يجيب عنها.. وهي كلها أسئلة تافهة تشعر بالألم وأنت تقرأها.. ومن ضمن هذه الأسئلة.. أن أحدهم سأله عن كيفية تغيير (كفر) السيارة إذا بنشر؛ فأجاب له عن هذه الطريقة جزاه الله خيراً.

**أما (بعض) الروايات المطروحة أو المقدمة للقارئ.. ففيها من البذاءة والفحش والسفاهة والتفاهة ما يندى له الجبين.

**كلام بذيء في غاية السوء.. وكأن الروايات لا بد أن تكون هكذا.

**هل يمكن أن نقدم لأبنائنا وبناتنا وناشئتنا.. هذا الكلام البذيء؟

**وهل نُربي أبناءنا على هذا المنوال وكأننا نقول لهم: إن الحياة هكذا؟!!

**وهل الحياة كلها.. فحش وبذاءة وعلاقات مشبوهة وفساد وإفساد و(دشارة ودشير)؟!

**لماذا يتعمَّد مثل هؤلاء تشويه سمعة المجتمعات الصالحة الملتزمة؟!

**وهكذا بعض الدواوين الشعرية التي طُبعت - للأسف - وهي تحمل كلاماً صُفَّ مجرد صفٍّ على أنه شعر.. وعلينا أن نقتنع بأنه شعر.. وأن صاحب الديوان شاعر (؟!!) ويبدو.. أنه يتعذر تماماً.. تصديق ذلك!

**هذا بعض نتاجنا مع الأسف.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد