Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/07/2010 G Issue 13806
السبت 05 شعبان 1431   العدد  13806
 

فقيدنا عبدالرحمن.. عليك من الله الرحمة
عبدالله بن إبراهيم الغنام

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد؛ فقد تفاجأنا ظهر يوم الجمعة الموافق 27-7-1431هـ بوفاة أخينا وحبيبنا وشيخنا الغالي الوفي الشيخ

د. عبدالرحمن بن سليمان المطرودي - وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رحمة الله

وأسكنه فسيح جناته آمين .. لقد تلقيت هذا المصاب الجلل والفاجعة المذهلة كغيري من ذويه ومحبيه بقلوب مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره حيث لا راد لقضائه سبحانه فلا يسعنا إلا التسليم والصبر والاحتساب والدعاء - فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وعزاؤنا أن فقيدنا المرحوم الشيخ عبدالرحمن رحل عن هذه الدنيا والناس تشهد له بالخير والصلاح والتقى والإحسان والبر وصلة الرحم والتواضع والنزاهة والعفة وشهود الله في أرضه كما ثبت عن الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه حينما أثنى الناس على جنازة مرت عليه خيراً فقال صلى الله عليه وسلم: وجبت،، فأسأل الله أن يكون شيخنا ممن وجبت له. إنه جواد كريم.

لقد عرفته -رحمه الله- ونحن في زمن الطلب في كلية العلوم الشرعية بالرياض في أوائل التسعينات الهجرية مثالياً في الخلق والتعامل والصدق وزميلاً وصديقاً وفياً .. لا تمل مجلسه ومحادثته ولا ينالك منه إلا خيراً .. واستمر التواصل بعد الدراسة وشاء الله أن أعمل في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - (وكالة الأوقاف - وكيلاً مساعداً للأوقاف وأميناً عاماً لمجلس الأوقاف الأعلى منذ أكثر من خمسة عشر عاماً- عملت معه عن قرب في الوكالة فكان رحمه الله نموذجاً يحتذى به في مجالات شتى تدل على اتساع مداركه وبعد نظره ونقاء سريرته وحسن إدارته وسمو تعامله، فتراه يروح من بيته كما تروح الطيور من أوكارها بكوراً ولا يعود إليه إلا غدوةً مثلها قبيل الغروب .. وهذا ديدنه طوال حياته العملية فلا يكل ولا يمل من العمل والجد والإخلاص والإنتاج في سبيل ذلك وترى مكتبه مزاراً للوارد عليه والصادر منه سواءً من الوزارة أو من خارجها.

وإني ليعتصرني الألم والحزن على فراقه ولكن الأمر لله من قبل ومن بعد .. وإني أود لو كانت هذه الكلمات مسطرةً شعراً؛ لأنني أحب الشعر ولو كنت متطفلاً على أهله .. ولك أقول كما قال الإمام الصنعاني -رحمه الله- حينما لم يرثِ قريباً له قد مات..:

تركت الرثاء إذ كان يورث للأسى

وجلب الأسى للمرء والدين مفسد

أُمِرْنا بحسن الصبر فيما ينوبنا

وإن ضاق منا صبرنا والتجلد

ولا يسعني في هذه العجالة إلا أن أقول كما قالت عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها لما وقفت على جنازة أخيها عبدالرحمن: إيه يا عبدالرحمن والله إن البكاء لا ينفع وإن الجزع لا يجدي ولكني أقول كما قال أخو تميم لأخيه لما مات:

وكنا كندماني جذيمة حقبة

من الدهر حتى قبل لن يتصدعا

فلما تفرقنا كأني ومالكاً

لطول اجتماع لم نبِت ليلة معا

وختاماً أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يفسح له في قبره وأن يجعله روضة من رياض الجنة وأن يجمعنا وإياه في مستقر رحمته كما أسأله سبحانه أن يرزق والديه وإخوته وزوجته وابنتيه الصبر والسلوان وأن يعظم لهم الأجر والثواب والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمين عام المجلس الأعلى للأوقاف - الوكيل المساعد للأوقاف (سابقاً)

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد