Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/07/2010 G Issue 13806
السبت 05 شعبان 1431   العدد  13806
 
قوات الصحوة في أفغانستان

 

آلَ الأمرُ للجنرال ديفيد باتريوس عسكرياً في أفغانستان بعدَ استبدال الجنرال المتمرد على الإدارة الأمريكية، فجاء باتريوس إلى أفغانستان ناقلاً معه تجربتَه التي طبَّقَها في العراق فقضى بها على قوة تنظيم القاعدة هناك. فالجنرال باتريوس هو صاحب فكرة تشكيل (الصحوات) في العراق، وقد أقنع بها الرئيس الأمريكي جورج بوش عندما كان الأول قائد القوات الأمريكية في العراق، وشُكِّلتْ أولى الصحوات في الأنبار ثم في ديالى ثم تتابع تشكيلها في بغداد، فأدتْ الغرض وحجَّمتْ دور القاعدة، بل قضتْ عليه في معظم مناطق العراق. ولولا تحفظ حكومة المالكي والمالكي شخصياً خوفاً من تنامي قوة الصحوات لأنها يغلب على عناصرها المكون السني لأمكن للصحوات فرض الأمن في العراق.

المهم، الجميع أشاد بفكرة تشكيل فِرق الصحواتِ المسلحةِ لمواجهة الإرهابيين في العراق، كما أنَّ النجاحَ في القضاءِ على القاعدة وفرضَ الأمنِ في الأماكن المضطربة شهادةٌ لا تَقْبَلُ الاعتراضَ. ولهذا عندما عرضَ الجنرال دايفيد باتريوس فكرتَه التي كانت تُتَدَاول في أفغانستان حتى قبلَ تَسلُّمِه مسؤولياته العسكرية هناك، وَجَدتْ القبول والموافقة من الإدارة الأمريكية ومن الرئيس الأفغاني حامد كارزاي في آن واحد، وخاصة أنَّ الذي سيقومُ بإطلاق الفكرة ويشرف على تنفيذها في أفغانستان هو مَنْ ابتدَعَها من قبل في العراق وأشرفَ أيضاً على تنفيذها ونجاحها. فالفكرة نفسها التي طبقها باتريوس في العراق سيطبقها على مسلحين من القبائل والعشائر الأفغانية ومن الإثنية الأفغانية نفسها من (البوشتون) في مناطق الباشتون ومن الهرارة في مناطقها، وهؤلاء المسلحون يُسلِّمُهُم شيخُ القبيلة وتَدفعُ الحكومةُ رواتبَهم ويكلَّفُون بحماية الأمن في مناطقهم وفيحاصرون مقاتلي طالبان. وبهذا يكون باترويس قد أوجد تجمعات مسلحة صغيرة من أبناء القبائل لمواجهة مسلحي طالبان الذين هم في الأصل من أبناء ذات القبائل وجدوا عملاً ووظيفة وسلاحاً، وعندما تأتي الوظيفة والسلاح من الدولة والدفع فوري وأكثر مما تدفعه طالبان تميل الكفة إلى الحكومة والأمريكان، وهو ما تحقق في العراق ويسعى باترويس إلى تحقيقه في أفغانستان.

***

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد