Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/07/2010 G Issue 13806
السبت 05 شعبان 1431   العدد  13806
 
مستعجل
الخطوط الخليجية.. هي التي تمدنا (؟!!)
عبد الرحمن السماري

 

هذه الأيام.. أيام الزحف أو الرحيل أو السفر.. الكل.. يستعد هذه الأيام لترتيب إجازة صيف ماتعة.. هذا.. غير الذين سافروا خلال الأيام الماضية.. وكانوا حاجزين بعد أداء أبنائهم الامتحان بساعة واحدة فقط.

منذ شهر أو شهرين.. ومكاتب السياحة والسفر مزدحمة بكتل بشرية تبحث عن صيف مقبول.

الرحلات كلها (فُل) والسفر في الداخل والخارج متعذر بسبب إغلاق الرحلات.

خطوطنا (السعودية) ترَّهلت وكبرت وشاخت وشابت. وأصبحت عاجزة عن تلبية احتياجاتنا.. وصارت واجهتنا نحو (دبي) أو (الدوحة) أو (البحرين) للبحث عن رحلة لأوربا أو أمريكا أو الشرق.

تصور.. إذا أردت السفر مثلاً إلى بعض مدن أمريكا.. أو بعض المدن الكندية أو بعض المدن الأوروبية.. كالدول الإسكندنافية مثلاً.. لا بد أن تحجز عن طريق دبي أو الدوحة.. حيث يوجد رحلات مباشرة من هناك.. وعليك أن تسافر إلى الدوحة أو دبي أو أبوظبي لتستقل طيران الإمارات أو القطرية أو الاتحاد.. لتجد خط السير المناسب.. وهذا يتطلب منك نقل عفشك وأولادك إلى تلك المدن في الإمارات أو قطر.. وربما يتطلب الأمر... البقاء ساعات أو المبيت ليلة.. لتستقل خطوط هذه الدول وتصل إلى المدينة التي تريدها.

وهنا.. يعني (عندنا)!! يتعذر حصولك على مقعد.. (فوق ذلك ) إن أكثر مدن العالم (الكبرى) لا تصلها خطوطنا الوحيدة.

لك أن تتخيل خطوطاً جديدة وناشئة وحديثة (القطرية) (الإمارات) (الاتحاد) تفوقت على خطوطنا.. وغزت جميع مدن العالم.. وخطوطنا تتراجع عاماً بعد آخر.. وتفشل محلياً ودولياً.. حتى وضع مطاراتنا يتراجع عاماً بعد آخر.. ومن لا يصدق.. عليه أن يزور مطار الملك خالد الدولي ويرى بنفسه الأوضاع المتردية فعلاً.

قامت شركات طيران جديدة وفشلت.. لأن كل الظروف ضدها.. لأنها لم تجد التشجيع والدعم.

في الداخل.. لا قطارات.. ولا طائرات.. ولا وسائل نقل جيدة مريحة.. ومع ذلك.. نتحدث عن سياحة داخلية.. وعندما تهم بالخارج.. عليك أن تسافر إلى الإمارات أو قطر أو البحرين أو القاهرة أو عمان أو الكويت لتجد خط سير مناسب لرحلتك.. وتجد كرسياً في الطائرة.

شيء مخجل.. عندما تسمع عن -ر جال الأعمال السعوديين وهم يسافرون إلى الإمارات أو إلى قطر أو غيرها في طريق سفرهم إلى أمريكا أو أوروبا أو الشرق.

وشيء مخجل أيضاً.. وأنت ترى الأسر والأطفال يشدون الرحال إلى دول الخليج من أجل مواصلة السفر لأن ذلك غير متوفر في بلادنا.. (يا كبرها؟!!).

وتشعر بالألم... و(تعرق جبهتك) وأنت تجلس في مطار دبي أو الدوحة أو البحرين الدولي.. وترى حجم الطائرات (نزول وإقلاع) بينما لا يوجد ولا ربع ذلك في مطار واحدة من أكبر العواصم العالمية.. يسكنها ستة ملايين شخص.

على تجارنا الكبار.. الإسراع لإيجاد شراكة وإنشاء شركة خطوط طيران حديثة منافسة توفر لرجال الأعمال وللمسافرين.. المقعد المناسب.. بدلاً من جرجرة (حريمنا وبزارينا) و(تسحيب) بشوتنا في مطارات دول الخليج أو غيرها.

كيف نجح طيران الإمارات أو الاتحاد أو القطرية أو غيرها؟!

كيف وصلوا إلى هذا المستوى؟

كيف غَزَوا كل مدن العالم؟ وكيف وصلوا إلى لوس أنجلوس وما هو أبعد منها؟ وخطوطنا لم تتعدَ نيويورك منذ ثلاثين سنة؟!

إن التفكير في تطوير وتحديث الخطوط السعودية لا يكفي.. ولهذا.. لا بد من التفكير والسعي لطيران يناسب المرحلة.. ويستطيع المنافسة.. ويخدم المسافر.

من شغَّل خطوط الطيران الخليجية؟

ومن شغَّل فنادقها؟

ومن نشَّط أسواقها وحركتها الاقتصادية غيرنا؟!

لماذا لا يوجد كل هذا عندنا؟

(وش بلانا..كذا؟!!)



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد