Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/07/2010 G Issue 13806
السبت 05 شعبان 1431   العدد  13806
 
وسائل الإعلام وأثرها في تنمية اللغة العربية
عبد الله بن حمد الحقيل

 

لوسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة أثر كبير في الرقي بالفصحى، والعناية بها من خلال المحافظة عليها، واعتماد اللغة الفصيحة في صياغة المواد الإعلامية باعتبارها من أهم مصادر الثقافة اللغوية للأمة، ولها دور في الحياة الفكرية والبعد عن الأساليب غير العربية، وتجنب اللحن والأخطاء النحوية والصرفية، التي تظهر خلال الأحاديث والحوار، الذي يتخلل الأعمال التمثيلية، وشيوع الألفاظ العامية، لدرجة أن البعض يرثي اللغة العربية لأنها وصلت إلى حال من الضعف، وكأن دورها ومكانها بطون الكتب، وأقلام المتخصصين من العلماء والكتاب، والأخطاء تقع اليوم في وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفاز، وفي الإعلانات التجارية التي تصاغ بلغة عامية، وكذا اللوحات التي تحمل أسماء المؤسسات والشركات، والصفحات التي تكتب بالعامية، وغير ذلك مما يشوه جمال اللغة ونصاعتها، ولا يخدم اللغة العربية التي ينبغي أن تكون وعاء الإعلام، وموئل ثقافته، ومستودع تراثه، وتنقية الإعلام من كل ما ينال منها، أو يقلل من أهميتها.

إن لوسائل الإعلام دوراً إيجابياً يجب استثماره لخدمة اللغة العربية، يتسجد في وسائل شتى: كالصحافة والكتاب والإذاعة والتلفاز، واختيار المذيعين الذين يمتازون بمعرفة اللغة وقواعدها، كما أن أقسام الإعلام في الجامعات يجب أن تهتم بالجوانب اللغوية، وتنمي طاقات طلابها، وتحرص على تطوير مهاراتهم اللغوية، وتثقيفهم، وإشاعة الفصحى من خلال المحافظة عليها من قبل الأساتذة نطقاً وكتابة وإبراز أهمية اللغة العربية أسلوباً وفكرة، ويتآزر الجميع على النهوض بالفصحى إلى الغايات المطلوبة، والارتقاء بدور وسائل الإعلام في خدمة اللغة العربية، وخصوصاً في بلادنا منبت العربية، وبيئة الفصاحة والبلاغة، ومنزل الوحي، حيث ينبغي الاهتمام بها في جميع الاستعمالات، وخصوصاً في هذا العصر الذي تطورت فيه وسائل الإعلام، مما يستوجب إعداد رجال الإعلام، ورفع كفايتهم، وشحذ عزائمهم، وتطوير ثقافتهم ولغتهم، وتكوين الملكة اللغوية ورقيها لديهم، وسمو ثقافتهم اللغوية حتى ترتقي، وتعلو الوسائل الإعلامية، وتهتم بتقديم ما هو نافع ومفيد، وتجنب اللحن والعامية، والاهتمام بلغتنا العربية الفصحى التي عرفت بالسعة، وتجاوبها مع الأفهام والعقول، حيث تشتمل على ما يرتضيه أبناؤها على مختلف مستوياتهم، وإن سعة العربية هي الأفضل خصوبة وثراء وقدرة على تلبية الحاجات، والمطالب العصرية المتجددة من المفردات والمصطلحات بالاشتقاق والسياقات المناسبة، ونأمل من وسائل الإعلام في بلادنا بخاصة، وفي العالم العربي والإسلامي بعامة خيراً كثيراً، ونفعاً وفيراً، وعطاء جماً، وأن تسهم في انتشار وذيوع الفصحى، وتأصيلها في المجتمع، والتشجيع على استعمالها بثقة واعتزاز، والله الموفق.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد