Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/07/2010 G Issue 13811
الخميس 10 شعبان 1431   العدد  13811
 
المنشود
حرارة الجو، نعمة أم نقمة؟!
رقية سليمان الهويريني

 

كلّما تأمّلت المزروعات والأشجار وهي تئن تحت وطأة الشمس الحارقة، أشفقت عليها وتعجّبت من صبرها وصمودها برغم ذبولها وتألُّمها ونفضها لأوراقها! وتبقى رحمة الله أكبر من شفقتي عليها.

ومع هذا، يرى العلماء أنّ الأجواء المشمسة وارتفاع درجات الحرارة تساعدان على توفير مناخ صحي، وتقدمان الكثير من الفوائد للحياة البشرية، إذ يساهم ضوء الشمس في تنظيم معظم العمليات الحيوية في الجسم، كما يساعد في تحسين الصحة البدنية والنفسية ونوعية الحياة، كتقليل خطر الإصابة بالأزمات القلبية، حيث أظهرت البحوث العلمية أنّ معدّلات الوفاة من النوبات القلبية تكون أقل في فصل الصيف مقارنة بالشتاء، وكشفت بحوث أخرى - أجريت في بريطانيا على أحد عشر ألف شخص ممن أصيبوا بنوبات قلبية على مدى تسع سنوات - أنّ معدّل النجاة زاد بنسبة 19% في حالة حدوث النوبة في فصل الصيف.

ومن حسنات التعرُّض للشمس أنها إحدى طرق خفض مستويات الكولسترول، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالجلطات القلبية والسكتة الدماغية، والانسداد الرئوي، حيث يساعد الجو الدافئ على توسيع الأوعية الدموية، فتسمح للدم بالمرور والدوران بشكل أفضل.

كما يعتبر الطقس الدافئ مفيداً للمرضى المصابين بالتهاب المفاصل، فيشعر الكثير منهم أثناء الصيف بالحيوية والقدرة على الحركة وانخفاض ملحوظ في حدّة الألم.

وللصيف فضل كبير على مرضى السكري، حيث لاحظ الأطباء أنّ التغيرات الجوية في الشتاء تزيد معدلات الإصابة بالسكري المعتمد على الأنسولين، كما أظهرت الإحصاءات أنّ هذا النوع من المرض أقل شيوعاً في البلدان الحارة القريبة من خط الاستواء.

وبسبب قلّة إقبال الناس على تناول الخضراوات خلال الصيف، فإنّ الشمس وارتفاع درجات الحرارة يساهمان في الحصول على الكميات من الحصص الموصى بها طبياً والتي لا تتوفر إلاّ بالفواكه الشتوية.

ولا شك أنّ الناس يكثِرون في الصيف من شرب الماء الذي يُعَد مصدراً للحياة، وتكمن أهميته في العمليات الحيوية التي تجري في الخلايا، ويساعدها على القيام بوظائفها بصورة صحيحة ومناسبة، وهذه الوظائف تشمل تحسين عملية الهضم، وتنظيم درجة حرارة الجسم وتخليصه من السموم وتحسين صحة الجلد وحيويته ونضارته.

وفي دراسة غريبة أعدّتها إحدى الجامعات الكندية أظهرت أنّ الجو الجاف والمشمس والصافي يقلل نوبات الصداع النصفي ويخفف معاناة المرضى المصابين به، بينما تشجع الأجواء الغائمة والرطبة ظهور الأعراض.

وتبقى السيدات أكثر استفادة من ضوء الشمس وما تلعبه من دور حيوي في الوقاية من أنواع مختلفة من الأمراض المزمنة، إذ إنّ نقص فيتامين (د) الضروري لامتصاص الكالسيوم في الجسم، يسبب الإصابة بهشاشة وترقُّق العظام، كما أظهرت عدّة بحوث أنّ نمو الأورام النسائية والسرطانات يبطؤ عند التعرُّض للشمس.

ويقول الطبيب إيان وايت استشاري طب الجلدية في مستشفى سانت توماس بلندن (إنّ الكثير من الاضطرابات والأمراض الجلدية تتسبب من فرط حساسية الجهاز المناعي.

ولأشعة الشمس قدرة على تقليل هذه الحساسية)، مشيراً إلى أنه من الأفضل المشي تحت الشمس بدلاً من الجلوس والتعرُّض لها مباشرة لما لذلك من آثار سلبية مثل الحروق وسرطان الجلد.

ويعتبر الصيف أفضل الأوقات للبرامج والسباقات الرياضية، لارتداء الملابس الخفيفة وزيادة الحماس أو( الطفش، لا فرق) للمشاركة في برامج الرشاقة واللياقة البدنية، ومعروف ما للرياضة من فاعلية في حرق السعرات الحرارية، وتحسين تدفُّق الأوكسجين إلى الدماغ، وبالتالي تقليل مستويات التوتر، وزيادة القدرة على التركيز.

وزيادة على كل ما ذكر من محاسنه، فإنّ للصيف فضلاً كبيراً في إنضاج التمور واستوائها وتنوُّعها. ويكفيه أننا نحتمله (رغم طول مدته وشدة وطأته) لأجل هذه الميزة. وكُلْ رُطبا، وأنت بخير!!

www.rogaia.net




rogaia143@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد