Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/07/2010 G Issue 13811
الخميس 10 شعبان 1431   العدد  13811
 
مكافحة الإرهاب في المناهج الدراسية

 

يخطئ كلُّ من يعتقد بأنَّ آفة الإرهاب قد اجتُثتْ وانتهتْ تماماً في منطقتنا العربية وفي بلادنا المملكة العربية السعودية، فالإرهاب لا يزال العدو الكامن، والذي يختزن موجهوه ومن يطلقونه لتدمير الأمة العربية والإسلامية خلايا نائمة جاهزة لتنفيذ الأعمال الإرهابية حينما تَجِدُ ثغرةً أو تراخياً في الأجهزة الأمنية والقوى المكلَّفة بمكافحة الإرهاب، أو حصلتْ على مناخات فكرية واجتماعية تغطي وتشجع أعمالها الشريرة. وكون هؤلاء الذين يخططون للأعمال الإرهابية أو ينفذونها لا يملكون أدنى وازع ديني وحسٍّ إنساني أو ضمير، ولهذا فإنَّهم لا يعيرون أرواح الضحايا البريئة التي تسقط نتيجة تلك الأعمال أي اعتبار، ولا يقيمون لمشاعر ذويهم أي وزن.

ولهذا فإنَّ التصدي لآفة الإرهاب يَتَطلَّبُ عملاً متواصلاً وتفانياً لمواجهة أصحاب القلوب القاسية تلك والعقول المنغلقة، وأن يتكثَّف العمل والجهد والتركيز على تعزيز الوعي من جهة والاهتمام بالأوضاع الحياتية والمعيشية للناس من جهة أخرى.

ولهذا، فالمطلوب القيام بحملات شاملة ومتواصلة في كل الدول بلا تراخٍ، تهدف إلى بناء ثقافة راسخة تدرك الأخطار المدمرة للإرهاب وتعي الأبعاد الإجرامية والأهداف الخاصة للجماعات الإرهابية. فالتصدي للإرهاب يُفتَرض أن يبدأ من العائلة التي تقع عليها مهمة تربية أبنائها على الأسس الدينية والأخلاقية السليمة التي تنبذ كل أشكال العنف والجريمة، وتغرز المحبة والتسامح والاعتدال، وهي قيم يجب أن يلازم التوعية والتوجيه، بل أيضاً عبر مواد مقررة في البرامج الدراسية.

فمن أجل إشاعة ثقافة نبذ العنف ومحاربة الإرهاب يكون مجدياً جداً بأن تتضمن المقررات الجامعية مواد في مواجهة الأفكار الضالة والتصدي لدعوات الإرهاب والعنف، كما أنَّ من المجدي أيضاً أن تحتوي مناهج التربية الوطنية، وحتى مواد التربية الإسلامية فصولاً تشرح دوافع الإرهابيين وكيفية التصدي لأفكارهم ومواجهتها بإيضاح بطلان ما يدعون عن فهم وعلم. هذا لا يتأتى إلا عن طريق وضعِ مقرراتٍ ومناهجَ يضعُها متخصصون في علم الاجتماع ومكافحة الإجرام إضافة إلى المختصين في المواد الأخرى.

***



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد