Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/07/2010 G Issue 13811
الخميس 10 شعبان 1431   العدد  13811
 
رجال الأعمال.. وأندية الظل

 

كانت فكرة هذا المقال تراودني منذ زمن بعيد وتحديداً بعد أن صعد نادي الحزم قبل سنوات للدرجة الممتازة وتمسك ببقائه حتى هذه اللحظة ضمن دوري الأقوياء، ولعل الفضل بعد الله في هذا الأمر يعود لرجل الأعمال المعروف ورئيس نادي الشباب الحالي خالد البلطان الذي وفر كل الإمكانيات اللازمة حتى يصعد بنادي كالحزم إلى الأضواء والشهرة، بل الأعظم من ذلك كله يعتبر نادي الحزم من أندية الوسط وقد حقق بعض الإنجازات المميزة في ظل تواضع الإمكانيات.

مقدمتي السابقة أجدها مدخلاً مناسباً لما أريده أن أبحثه مع من تهمه رياضة هذا الوطن وسأضرب بعض الأمثلة حتى تصبح الصورة واضحة أمام الجميع، ولعلي هنا أبدأ من محافظة المجمعة وتحديداً نادي الفيحاء هذا النادي العريق وربما هو الأميز في منطقة سدير، حال هذا النادي يتراجع عام بعد عام والأسباب كثيرة لكن أبرزها عزوف رجال الأعمال من أبناء هذه المحافظة عن الدعم المادي والمعنوي، فمحافظة المجمعة تزخر بمجموعة كبيرة من رجال الأعمال المعروفين لكنهم بعيدين كل البعد عن المجال الرياضي رغم أهميته لفئة الشباب.

انتماؤنا جميعاً لهذا الوطن الغالي ليس موضع شك أبداً لكن يبقى مكان الطفولة وفترة الشباب الأولى موجودة في الذاكرة لا تمحى مهما تقدم بنا السن لهذا استغرب كثيراً من تجاهل أكثر رجال الأعمال في الكثير من محافظات المملكة لأنديتهم وعدم دعمها، فعندما يبرز على الساحة الرياضية والاجتماعية نادي كالفيحاء مثلاً فهذا بروز وظهور لمحافظة المجمعة فلماذا هذا التجاهل!!؟ أليس لهذه المحافظة حق عليهم حتى ولو من باب رد الجميل لأبناء هذه المحافظة.

لست عاتباً على أحد بعينه وقد تكون جداول أعمالهم مزدحمة بما هو أهم لكن تبقى المشاركة في حل بعض قضايا المجتمع أمر وطني بالدرجة الأولى وضروري ولن يجدوا أهم من مشاكل الشباب ووقت فراغهم حتى يمنحوه جزء من وقتهم ومالهم، فلو التفت بعض رجال الأعمال في كل محافظات المملكة لأنديتهم وساهموا معنوياً وبجزء بسيط من ثرواتهم في دعم تلك الأندية لتغيرت أحوال تلك الأندية ولأصبح بمقدورها المشاركة والمنافسة وتحقيق الذات.

انظروا لمدرج الرائد والتعاون وتلك الجماهير الطاغية في القصيم رغم أن الناديين ليس لهم أي إنجازات كبيرة وربما أبرز إنجازاتهم دوري الدرجة الأولى لكنها تجد اهتماماً كبيراً وواضح مادياً ومعنوياً من أبناء القصيم الأثرياء لهذا نرى كل تلك الجماهير تقف وتؤازرهم بشكل لافت.

في محافظة شقراء نادي اسمه (الوشم) يملك منشأة رياضية حديثة، بل نموذجية لكنه بلا دعم خرج من هذه المحافظة أسماء كبيرة جداً في عالم المال والأعمال ولها مساهمات كبيرة بالمجتمع لا أحد يستطيع تجاهلها أبداً لكنهم بعيدين كل البعد عن هذا النادي، إما لأنهم يعتقدون بأن المجال الرياضي غير مهم وضخّ الأموال فيه يدخل في باب التبذير والإسراف المنهي عنه أو أنهم ينتظرون إقرار الخصخصة حتى يتسنى لهم أو لأحدهم استثمار جزء من أمواله بالرياضة.

اعتدنا في هذا البلد المعطاء بأن الدولة تتكفل بكل شيء وتقدم كل شيء حتى أصبح من يستطيع الدعم وتقديم الخدمة للمجتمع في أي مجال يتقاعس عن فعل ذلك بحجة أن الدولة ستقدم كل شيء دون مشاركة منه.

كنت أنتظر من رعاية الشباب أن تتبنى مشروع دعوة رجال الأعمال والمال للمساهمة في دعم الرياضة بهذا الوطن الغالي فمشروع كهذا قد يأتي بنتائج جيدة ويحقق أهدافه.

من الضروري أن يكون لرجال المال والأعمال دور في دعم الأندية وتنشيط ألعابها وتطورها وهذا أمر مهم وحيوي على رعاية الشباب تفعيل هذا الأمر. يبقى دور محبي الأندية ومشجعيها في دعم أنديتهم؟! وهناك أكثر من فكرة ومشروع ممكن أن يقوم به أبناء النادي تجاه ناديهم، هذه الأفكار على إدارات الأندية أن تتبناها وأن تقوم بتفعيلها ليصبح أبناء النادي ومشجعوه، الداعمين الحقيقيين لناديهم.

سلطان الزايدي


zaidi161@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد