Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/07/2010 G Issue 13813
السبت 12 شعبان 1431   العدد  13813
 
نصف المتزوجات ينفصلن
فهد الحوشاني

 

في كل مرة نتلقى دعوة لحفل زواج يلفت نظري ماوصلت إليه الدعوات من بذخ وتفنن في صياغتها والابتكار في شكلها حتى أصبحت بحد ذاتها تحفة (ثمينة) يمكن الاحتفاظ بها! وأعني بالتأكيد الدعوات الموجهة للسيدات أما مايوجه للرجال فمايزال مجرد ورق مقوى!! كلما أشاهد الدعوات النسائية التي توجه (للمدام) أدام الله ظلها! أقول في نفسي قد يكون هذا البذخ في الدعوة مهِمًّا فالفرح بليلة العمر له نكهة خاصة وهي بالنسبة للطرفين ليلة وحيدة واستثنائية يصبح فيها العريس والعروسة النجم الأوحد الذي تتوجه إليه الأضواء والأنظار! وهذه الفرحة (الكبيرة) حق لكل شاب وشابة ولكن كيف نحافظ على استمرار تلك الفرحة! هل يسعى المجتمع بمؤسساته المدنية لمساعدة العروسين على السير يدا بيد فوق أمواج بحر الحياة المتلاطم! كثير من الأسر تستعد لتدشين الرحلة ويأخذ منها الإعداد الكثير من الوقت والجهد والمال ولكنها لاتعد مايؤمِّنُ للعروسين استمرار الرحلة .. تتركهم بلا (زوادة) تعينهم على طريق الحياة الطويل!! وهذا هو دائما الفرق بين أسرة وأخرى! فهناك أسر تلقي بابنها أو بنتها في مركب الزواج دون إعداد وتهيئة نفسية واجتماعية وتوعية بضرورة تكاملية الطرفين.

في السابق تحفظ البنات الكثير من وصايا الأمهات والجدات في كيفية المحافظة على الزوج التي هي بالتالي محافظة على بيت الزوجية! الآن نسب الطلاق تؤكد أنه لم يعد للأمهات والجدات والأسر نفس الفاعلية، بل يمكن أن يكون التأثير سلبياً بالتعجيل في سرعة الطلاق بسبب التدخلات في حياة الزوجين! لذلك فإن المجتمع بشكل عام يجني ثمار تفريطه في إعداد عرسان المستقبل ليكونوا أسراً متعافية ومستقرة! الزواج ليس فقط حفلة في فندق أو قاعة أفراح تقام فيها ليلة من الليالي الملاح تقدم فيها أفخر أنواع الأطعمة وتقرع فيها الدفوف وترفع فيها الحناجر بالغناء (هذا الوصف لايشمل قسم الرجال) فالرجال تعلمون حالهم والمعروف لايعرف! واستثمارا لهذه الفرحة واستثمارا أيضا للمبالغ التي صرفت على الزواج يجب أن يكون لدى أسرة البنت والولد رؤية حقيقة للزواج يتم نقلها للابن أو الابنة .. لأن الزواج الآن على الرغم من صعوبته وازدياد متطلباته إلا أنه ممكن، لكن الأصعب هو المحافظة على هذا الزواج في ظل متغيرات ثقافية واجتماعية وتحديات اقتصادية.

رئيسية جمعية ود الخيرية بالخبر كشفت مؤخراً عن نسبة مقلقة يفترض أنها سوف تستنهض كل المؤسسات المعنية فنسبة 50% من المتزوجين حديثا يتطلقون! ينفصلون عن بعضهم بعد عدة أشهر من الزواج! والحل في رأيها هو إقامة الدورات المتخصصة للعروسين، فالدورات في ماليزيا قد خفضت نسبة الطلاق من 32% إلى 7% وفي دبي كان برنامج التأهيل للمتزوجين قد ساهم بخفض نسبة الطلاق من 36% إلى 24%، فهل تصبح الدورة المتخصصة شرطا أساسيا للزواج مثلها مثل فحص الزواج لتأمين حياة العروسين والمحافظة عليها! وهل هناك سبل أخرى يمكن من خلالها إيقاف إعادة نصف المتزوجات إلى بيوت أسرهن! أليس (النصف كثير)؟!! خاصة أن بعضهن ينفصل لأسباب تافهة كان بالإمكان تلافيها لو تم تزويد العروسين بخريطة طريق لرحلة الزواج!!



alhoshanei@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد