Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/07/2010 G Issue 13813
السبت 12 شعبان 1431   العدد  13813
 
عذر بلا معنى

 

ماذا يُسمّى مَنْ يمنع محتاجاً من الغذاء أو الاستفادة من الدواء؟..

ماذا نُطلق على مَنْ يغيّر في المواصفات ويغش في السلع التي توصل مستعمليها إلى الموت؟..

وبماذا نوصف مَنْ يزيد من كسبه بالحرام فيرفع أسعار الغذاء والدواء مضاعفاً من أرباحه تسعة أضعاف بزعم تسعه الأرباح من التجارة..!

أي تجارة تجعلك تحرم إنساناً من غذائه لأنه ببساطة لا يملك ثمنه..؟!

أي ربح يدفعك إلى منع مريض من الحصول على دوائه لأنه لا يستطيع توفير قيمته..؟!

أي ضمير أو أخلاق تجعل التاجر يستورد سلعاً مغشوشة تؤدي إلى مقتل العديد من مستعمليها..؟!

الأقرب إلى الصحة والمنطق أن نسمي هؤلاء جميعاً ب(القتلة)..!!

نعم قتلة؛ لأنهم يمنعون الغذاء من وصوله إلى أفواه من يطلبونه برفع سعره، ويعترضون طريق الدواء أن يحصل عليه المريض المحتاج، ويقدمون سلعاً مغشوشة تؤدي إلى التهلكة..

مثل هؤلاء نجد لهم الأعذار حتى لا تُفضح أعمالهم ويشهر بهم عسى أن يرتدعوا، وبعذر مضحك.. ومضحك جداً، هو أن التشهير بهم يؤثر في سمعة القبيلة..!! أية قبيلة تقبل أن ينتمي إليها هؤلاء الجشعون، الذين يتاجرون بحاجات الناس وأمراضهم؟..

إن النظام الذي تأخذ به القبيلة نظام تكافلي يشيع الرحمة والتكاتف، وهؤلاء يستغلون حاجة الإنسان إلى الغذاء والدواء، والقبيلة أول من يتبرأ من هؤلاء.

لتكن البداية بالتشهير بمن يتلاعبون في قوت البشر وعلاجهم، ولا تضعوا سمعة القبيلة عذراً لا معنى له لحماية هؤلاء الجشعين.

***







 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد