Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/07/2010 G Issue 13813
السبت 12 شعبان 1431   العدد  13813
 
التصنيف الإسباني يعزز الدور الإلكتروني للجامعات
د. علي بن شويل القرني

 

في كل يناير وكل يوليو يتذكر المجتمع السعودي وغيره من المجتمعات العلمية في العالم تصنيف ويبوميتركس الإسباني الشهير..

صحيح أنَّ البعض منَّا يتذكر فريق برشلونة أكثر من أي شيء آخر في إسبانيا، ويتذكر اللاعب الأعجوبة ليونال ميسي أكثر من أي من لاعبي برشلونة، إلا أنَّ المجتمعات العلمية والنُخب المثقفة ومنسوبي مؤسسات التعليم العالي سواء في المملكة أو غيرها من دول العالم يتذكرون التصنيف الإسباني، كما معه في كل شهر نوفمبر يتذكرون تصنيف شنجهاي الصيني، وهو الأشهر في الأوساط الأكاديمية الصرفة، وهو الأقوى بين جميع التصنيفات في العالم، لأنَّه يرتكز على الأهداف الأساسية للجامعات، من انتشار البحث العلمي وجودة المخرجات البشرية، وتميز أعضاء هيئة التدريس..

وحديثنا عن شنجهاي لا يقلل - في نظري - من الحديث عن التصنيف الإسباني، لأنَّه يعكس استفادة الجامعات من تقنيات الاتصال والإنترنت في البحث والتعليم والانتشار في العالم.

ونشر موقع ويبوميتركس الأسبوع الماضي نتائجه الدورية نصف السنوية، وجاءت كالعادة جامعة الملك سعود في المرتبة الأولى عربياً وإسلامياً وشرق أوسطياً، والثامنة آسيوياً. وبقيت في نادي أفضل 200 جامعة في العالم، وانضمت إلى هذا النادي جامعة الملك فهد.

وأهمية هذا التصنيف في نسخته الأخيرة وفي نسخه السابقة تأتي من كون عدد مؤسسات التعليم العالي التي تدخل في هذا التصنيف وصلت إلى عشرين ألف مؤسسة تعليمية من كل أنحاء العالم. وبدا هذا التصنيف يأخذ اهتماماً عالمياً من جميع الجامعات والكليات العلمية.

ولهذا عندما ننظر إلى جامعة الملك سعود على أنها احتلت المرتبة 164 من بين عشرين ألف جامعة في العالم، فهذا إنجاز كبير.. وكذلك يُقال عن جامعة الملك فهد التي جاءت في المرتبة 178 عالمياً.

كما أن أهمية التنصيف تعكس قوة الجامعات السعودية من بين الجامعات العربية، فقد احتلت أربع جامعات سعودية المراتب الأولى عربياً، وهي جامعات الملك سعود والملك فهد والملك عبدالعزيز وأم القرى.

وغابت جامعة الإمام - حسب توقعاتي - لأسباب فنية وليس لخروجها من سباق الجامعات.

كما أنَّ من المهم الإشارة إلى دخول جامعات سعودية جديدة وبخاصة من تلك الجامعات الحديثة مثل جامعات نجران وجازان وسلطان وحتى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وغيرها من الجامعات الجديدة..

وصحيح أنَّها لم تصل لمراتب متقدمة عالمياً، لكنها موجودة على الأقل في ساحة التصنيف..

وتقدم الجامعات السعودية - وتحديداً جامعة الملك سعود- جاء على الجبهة الآسيوية حيث احتلت جامعة الملك سعود المرتبة الثامنة، وتلتها مباشرة جامعة الملك فهد.

ومن المعروف أنَّ آسيا، وبخاصة اليابان وكوريا وسنغافورة والصين لديها جامعات كثيرة ومرموقة عالمياً، ولكن من الواضح أنَّ التقدم لجامعتي الملك سعود والملك فهد هو تقدم حقيقي، لأنَّه ترك خلفه الكثير من الجامعات الشهيرة آسيوياً.

وعالمياً تتصدر عشرون جامعة أمريكية قائمة أفضل الجامعات على مستوى العالم، وتأتي هارفارد في الصدارة تليها إم أي تي، ثم ستانفورد وبيركلي وكورنيل ومتشجن ومنسوتا وواشنطن ووسكونسن وتكساس أوستن كأفضل عشر جامعات عالمياً.

وأول جامعة من خارج الولايات المتحدة كانت كيمبردج البريطانية وجاءت في المرتبة الثانية والعشرين.

وجاءت أكسفورد في المرتبة 41 عالمياً، بفارق عشرين مرتبة بينها وبين نظيرتها كمبردج.

أما على المستوى الأفريقي فقد جاءت أول جامعة إفريقية في المرتبة 340 عالمياً وهي جامعة كيب تاون.

ومن الملفت أنَّ الجامعات التسع الأولى في القارة الإفريقية كانت من جنوب إفريقيا، وجاءت جامعة القاهرة في المرتبة العاشرة، وتلتها مباشرة الجامعة الأمريكية بالقاهرة في المرتبة الحادية عشرة.

والجامعة العربية الثالثة في إفريقيا هي جامعة الخرطوم، ولكنها عالمياً 2208.

وعلى مستوى أمريكا اللاتينية تصدرت الجامعة الوطنية المكسيكية قائمة أفضل الجامعات اللاتينية في المرتبة الأولى قارياً، و 70 عالمياً، تلتها جامعة ساوباولو البرازيلية.

كما اشتملت قائمة أفضل عشر جامعات لاتينية خمس جامعات برازيلية، ودخلت جامعة تشيلي الثالثة، وجامعة بيونس أيرس الأرجنتينية الخامسة في القارة اللاتينية.

وأخيراً من المتوقع أن يستمر الاهتمام بهذا التصنيف من قبل مؤسسات التعليم العالي في جميع دول العالم.

ومن المتوقع كذلك أنَّ شهري يناير ويوليو من كل عام هما شهرا ترقب دائم لمعرفة التصنيف العالمي وتراتبية الجامعات وطنياً أو قارياً أو عالمياً.

ومن المعروف أنَّ هذا التصنيف يأتي في إطار مستجدات التقنية التي غيرت معالم العالم، وأثرت في كل جوانبه، ومن تلك الجوانب الجانب التعليمية.

وجامعة لا تستفيد من تقنيات الاتصال والإنترنت في تعاملاتها الأكاديمية والبحثية لن تستطيع أن تواكب العالم، وسيأتي وقت يكون هذا السباق محموماً، والجهود متوجهة إليه، والطاقات تعمل من شأنه أكثر من أي وقت مضى.

المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود


alkami@ksu.edu.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد