Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/07/2010 G Issue 13813
السبت 12 شعبان 1431   العدد  13813
 
الاتجاه الهابط الرئيس بانتظار خام نايمكس
اليابان تكرم البنوك التجارية والقطاع الخاص في بريطانيا موعود ب«الإرهاق»
تحليل - وليد العبدالهادي(*)

 

الحكومة اليابانية عُرِفت بكرم الإنفاق في سبيل الإنعاش مهما كانت التضحيات. والأزمات السابقة شهود عيان على ذلك، وما حدث هذا الأسبوع أحد سلوكياتها المعروفة لكن مصيرها مرهون بمصير الاقتصاد الأمريكي الذي لم تعد فيه أسعار الفائدة تهم المستثمرين وسط تأرجح مربك في الأرقام الاقتصادية أفقد أسواق الأسهم شهية التداول، أما في بريطانيا فنسبة التمويل بالدين عالية جداً وتكاد تصيب قطاعها الخاص بإرهاق قد يدوم لبضعة فصول مالية، وأخيراً منطقة اليورو لا يتنفس فيها سوى المضاربين بتداولاتهم المزعجة على اليورو والأسهم الأوروبية والأذهان مشتتة بشكل كبير جداً حتى على مستوى رؤساء الحكومات فما بالك بصناع الأسواق. ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم.

الدولار الأمريكي

الصين تحاول جاهدة لخفض معدلات البطالة دون 4.3%، وبعد أن تحقق النمو انشغلت بخفض التضخم. وكان من أسلحتها تحرير سعر صرف اليوان ورفع الاحتياطي النظامي، وهي الآن مشغولة بوأد فقاعة سوق العقار لديها. ويذكر أن بعض شركات التشييد والبناء الصينية أعلنت عن نتائج مالية إيجابية فاقت التوقعات، ومخزونات النفط الأمريكية تظهر ارتفاعاً بقيمة 400 ألف برميل أقل من القراءة السابقة، ومع ذلك لم يتمكن خام نايمكس من تخطي أصعب المناطق وهي 78 دولاراً للبرميل، حيث ارتطم بها حوالي 11 مرة آخر شهرين ولم يستطع تحطيمها، والاتجاه الهابط الرئيس ينتظره. أما الذهب فغادرت منه السيولة وتكدست في ممر العملة الخضراء الذي أسس لارتداد جيد من 82.5 أمام سلة عملاته. ويظهر أن هناك نية لمعاودة الصعود إلى 85 أمام سلة عملاته.

برنانكي لا يزال يصارع وبقوة على إبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها الصفرية أطول فترة ممكنة، لكن ليس ذلك أكبر هموم المستثمرين هذه الأيام. والمنازل حديثة الإنشاء كانت قد تراجعت في الشهر السابق 10%، وهي الآن وفي آخر قراءة تقلص هذا التراجع بنسبة 5%، وتبدو أن الأسعار بعد انخفاضها الأخير (مغرية) مؤقتاً، يؤكد ذلك نمو تصاريح البناء إلى 586 ألف تصريح في آخر قراءة. ونتائج بيبسي كولا المالية للفصل الثاني جاءت دون التوقعات بقليل. أما النتيجة الأسوأ فكانت من نصيب جولدمان ساكس حيث شهد تراجعاً في حجم الاستثمارات، وتكبد مصاريف كبيرة نتيجة القضية التي رفعت عليه بشأن التغرير بالعملاء، وهو الضاغط الأكبر على مؤشر داو جونز للأسهم الأمريكية.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

وفق توقعات التقرير الأخير صعد الزوج إلى مقاومته 1.30 ضمن اتجاه صاعد صغير ومؤقت، ويبدو أن رالي المشترين اقترب من نهايته، وهو الآن عند 1.28 مكوناً نمطاً سلبياً مع نهاية الأسبوع ومستوى 1.25 هدف الأسبوع القادم.

الجنيه الإسترليني مقابل

الدولار الأمريكي

الزوج الأكثر نشاطاً بعد زوج اليورو مقابل الدولار، ويظهر أن مستوى 1.54 أقصى ما يمكن مشاهدته الأسبوع القادم بسبب خط الاتجاه المخفي ذي اللون الأخضر، مما يرجح حدوث مسار جانبي تحت هذا الخط.

الدولار الأمريكي مقابل

الين الياباني

جمود غير طبيعي في الزوج والوتد الهابط الإيجابي لا يزال جارياً تشييده الآن، أما مستوى 88.9 فشكل دعماً جيداً للأسبوع الثاني على التوالي، وحتى هذه اللحظة يفتقد الزوج للعزوم القوية سواء كانت من البائعين أو من المشترين.

اليورو

أسعار المنتجين لهذا الشهر على المقياس السنوي نمت من 0.9% إلى 1.7%، ويبدو أن ألمانيا الأفضل حالاً حتى الآن، والميزان التجاري لسويسرا سجل فائض 1.7 مليار فرنك مع تقدم في حجم صادرات البلاد، ولا يزال الموسم السياحي الداعم الأكبر لاقتصادها. والجميع يترقب هناك أية أرقام من المركزي الأوروبي أو البنوك الأوروبية بشأن الملاءة والحالة الائتمانية، وهي المحرك الرئيس للسيولة، لكن الصورة ترجح قدوم أخبار سلبية من هذه المنطقة بالذات.

الجنيه الإسترليني

سوق الإسكان في بريطانيا على المقياس السنوي تراجع نموه خلال هذا الشهر 3.7% والمزيد من التأكيد على أن مؤشر هذا الاتجاه أخذ منحىً هابطاً، ومؤشر حالة التمويل الحكومي والذي يرصد حجم الأموال التي تحصل عليها الحكومة البريطانية ارتفع إلى 20.9 مليار جنيه بعد أن كان عند مستوى 12 مليار جنيه للقراءة السابقة. وهذا دليل على أن الحكومة لا زالت تعاني من عجزها، ونسبة التمويل بالدين عال جداً. ومرجح أن يصاب القطاع الخاص بإرهاق في البلاد، وعرض النقود للأربعة الأشهر الأخيرة ارتفع إلى 3% (أعلى من القراءة السابقة)، وهي تعكس هروب السيولة من الأسواق المالية، انعكس ذلك على العملة الملكية التي بدأت تميل لجني الأرباح خصوصاً أمام الدولار.

الين

المؤشر القائد ومؤشر المستجدات لشهر مايو والتي ترصد الأحوال الاقتصادية والمناخ العام تظهر استقراراً، لكن الإنفاق الرأسمالي للشركات لا يزال متراجعاً منذ عدة شهور، والمركزي الياباني منح البنوك التجارية 3 ترليون ين بفائدة 0.10% ومدتها عام واحد، والصورة تبدو متأرجحة وفق أرقام هذا الأسبوع باستثناء أسواق الأسهم هناك والتي حسمت الاتجاه الهابط.

(تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 7 صباحاً بتوقيت جرينتش)
(*) محلل أسواق المال


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد