Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/07/2010 G Issue 13813
السبت 12 شعبان 1431   العدد  13813
 
مستعجل
نقاط حول شركة الكهرباء
عبد الرحمن السماري

 

هذه السنة.. وربما السنة الفائتة.. اشتدت معركتنا مع الانقطاعات الكهربائية.. وأصبح كلُّ حي.. وكلُّ مدينة.. وكلُّ منطقة.. عرضة للانقطاع في أيّ لحظة.. بل وتكرار الانقطاع لساعات.. وعلى الكل.. أن يتحّسب لذلك.

كنا نسينا الانقطاعات الكهربائية منذ أكثر من ثلاثين أو أربعين سنة.. بل مرّت بنا سنون، بل ربما عقد أو عقدان لا نعرف فيها الانقطاع الكهربائي بشكل نهائي.. وكنا نزور بعض الدول أو نقرأ عنها ممن تشهد انقطاعاً متواصلاً.. أو متقطّعاً للتيار الكهربائي ونقول.. نحمد الله تعالى.. أننا لا نعرف ذلك البتة.. ولكننا اليوم.. صرنا مثلهم أو (حولهم).

اليوم.. أصبح الناس يتحسّبون للانقطاعات الكهربائية.. وصار هناك سوق رائج وبحث عن (الكشافات) والشمعات وسائر البدائل المطلوبة.. بل هناك من يبحث عن مولّدات خشية انقطاع طويل.

هذه الانقطاعات المتكرّرة لن نتحدث عن مساوئها ولا عن أضرارها، ولا عن شيء من جوانب هذا التحوُّل والتراجع الملحوظ في الخدمة الكهربائية.. لكني أبحث مثل غيري عن أبرز الأسباب..

شركة الكهرباء.. الشركة الوحيدة في الميدان.. وواحدة من أضخم وأكبر وأقدم وأعرق الشركات، لكنها تشهد زيادة كبيرة في استهلاك الناس للكهرباء.

هي في حال يشبه حال من يصارع عدّة أمراض مزمنة وبينها عدم ترشيد الناس لاستهلاك الكهرباء..

شركة الكهرباء لم يلتفت لها أحد.. ظلّت لوحدها تواجه وتعاني.. وتعارك في الميدان دون أن يقف معها أحد من المستهلكين للطاقة الكهربائية، مع أنّ وزارة الكهرباء تنشر إعلانات توعوية للحدِّ من الإسراف في استخدام الكهرباء..

تخسر آلاف الملايين في سبيل التشغيل والصيانة وتوليد الطاقة.. وتضيع هذه الطاقة في جهات لا تقدِّر قيمة ما يُنفق على الكهرباء..

هذه حقوق مساهمين..

لماذا لا يخرج لنا مسئول في الشركة.. ويبيِّن لنا.. أين المشكلة بالضبط.. ويناشد المسئولين سرعة التدخل لإيقاف هذا الهدر غير المبرّر في استهلاك الكهرباء من الأفراد والمؤسسات وأجهزة الدولة وحل المشكلة؟

إنّ أشدّ ما نخشاه.. هو أن يكون حجم الاستهلاك أكبر من قدرة هذه الشركة، وعندها.. يستحيل ترميم الأمور أو استدراك ما فات..

بالفعل.. قد تُصاب الشركة بحالة شلل أو بشبه شلل، إذا كانت أمورها - هكذا - مع من يستهلك الكهرباء بهذا الإسراف.

أمور هذه الشركة في ظل الانقطاعات المتواصلة والإسراف في استهلاك الكهرباء لا تُبشِّر بخير..

لابد من إنقاذ هذا المارد الضخم العملاق قبل أن يقع مرة واحدة.. وعندها.. يستحيل إيقافه على قدميه مرة أخرى، وهذا يعني ضرورة الحد من استخدام الكهرباء، وأن يكون استخدامه للحاجة الفعلية ودون تبذير.

إننا نوجِّه سؤالاً للشركة والقائمين عليها.. هل أمور الشركة مطمئنة؟

هل هي بخير؟؟ في ظل توسُّع المدن وزيادة السكان واستخدام الكهرباء بالشكل الذي يتم به الآن، حيث عدم الاستجابة للنداءات الموجَّهة للمستهلكين بالترشيد في استخدامه.

إذا كان هناك مشاكل أخرى فليحددوا هذه المشاكل بالضبط.. فهذه شركة أهلية مملوكة لمساهمين.. ومن حق مساهميها (مالكيها) أن يعرفوا الحقيقة بكل شفافية ووضوح.

نقطة أخرى وهي أنّ سهم شركة الكهرباء منذ أربع سنوات وهو بعشرة ريالات.. أو ربما أقل.. بينما هناك شركات لا تملك ما تملكه شركة الكهرباء في أحد الشوارع (فقط)، وسهم هذه الشركات الصغيرة يقترب من (100) ريال.. والكهرباء مستمرة في (10) ريالات.

لماذا؟!

وإذا كانت المسألة (عرض وطلب) كما يُقال.. فلماذا.. الإعراض عن هذا السهم؟ ولماذا الخوف منه؟!!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد