في سنين غابرة كان العرب يحتفون بالمتعلم والكاتب نظراً لقلة الكتاب والمتعلمين، وقد اتخذ الخلفاء والولاة كتاباً في دواوينهم عرفنا منهم عبدالحميد الكاتب وغيره. وفي بداية تكوين المملكة العربية السعودية كان عدد المتعلمين قليلاً لذا فقد كان المتعلم والكاتب يفخر بعلمه وكتابته على الآخرين. يروى أن جماعة من الناس قصدوا الملك عبدالعزيز - يرحمه الله- للسلام عليه، وكان معهم أحد الكتاب الذي ظهرت على ثوبه بقع من الحبر، فلما كانوا في حضرة الملك أراد ذلك الكاتب أن يخفي تلك البقع التي في ثوبه احتراماً وإجلالاً، لكن الملك طلب منه ألا يفعل ذلك قائلاً: (هذا عطر المتعلمين) تشجيعاً له وتقديراً للعلم وطلابه. والذي يظهر والله أعلم أن تلطيخ الثياب بالحبر (المداد) عادة عربية قديمة فقد قرأت هذين البيتين لأحد الشعراء العرب يتهكم بكاتب مبتدئ فيقول: