Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/07/2010 G Issue 13813
السبت 12 شعبان 1431   العدد  13813
 
التأملات في حياتنا
منيرة السليمان

 

تعودت أن أكتب كل ما يواجهني في يومي وأضمن نماذج للناس الذين أصادفهم أو أراهم أو أسمع عنهم في خضم الحياة. وأحاول جاهدة تسجيل كل شيء بدقة متناهية فهي صور ممكنة كنت أسر بها لقلمي لتسجله مذكراتي وكل ما أفعله هو دافعي في الواقع دراسة بعض طبائع البشر المحدودة المعالم والمواهب التي أحاول التعايش مع من حولها مهما اختلفت الميول والطباع أو تباينت المشارب والأفكار.

أجل إنه ضرب من الجنون أن يتخيل شخص ما أو يزعم أنه قادر بالفعل على معرفة الناس أو تحليل نفسياتهم أو سبر أغوارهم، فالحديث يتميز بالتبديد الهائل للقوى البشرية.

دعونا أكثر نتأمل في حياتنا على ضوء ملاحظاتنا على أنفسنا نكتشف أننا قضينا عمراً في الأشياء الكثيرة العاجلة التي يمتلئ بها عصرنا وهي تبادل لكلمات المجاملة مع العديد من الناس التي لا تربطنا بهم علاقة عميقة، فلو ركزنا على هدف معين في حياتنا مثل الحصول على حياة أفضل من المجاملات والصراحة المطلقة والاستمتاع بكل دقيقة في حياتنا مع من يضعون الحراسة الدقيقة على أنفسهم والعفوية المتجردة من جميع التكلفات ويحملون الصدق والحب والحياة الفاضلة بين أضلعهم.

فموقف الإنسان من الحياة هو حقيقة مزيج من الإرادات والظروف الخارجة عن إرادته.

ومن الممكن أن تتدخل في تحديد مصيرك وتغيير ظروفك وأن تحس بالحياة إحساساً جديداً غير المفروض عليك.. وهناك قاعدة علميه تقول: إن التغيرات الكمية تحدث بكثرتها تغيرات كيفية.. فما معنى هذا الكلام؟ معناه أنك تستطيع أن تغير من جوهر الأفكار السائدة في المجتمع التي تسيطر عليها وقد تسيطر عليك وتجعلك حبيساً لها لو لجأت إلى القراءة وحصلت على مزيد من الثقافة وأدركت حقاً أن لك رغبات وأهداف مختلفة تماماً عن الغير وإن عارضت أفكارهم ومعتقداتهم ففي داخل كل شخص منا منجم وطاقة علينا أن ندرك أهميتها في تغيير منحى حياتنا إذا ما وجهت بالاتجاه الصحيح الإيجابي ومن خلال ذلك كله سنظل أقوياء وسنشعر بالصحة والعافية.

أجل إن لحياتنا مكانتها فيجب علينا احترامها والحفاظ عليها والتجاوز على من يعترض طريقنا ونسير مع الطريق الذي نرسمه لمستقبل باهر نحقق فيه أهدافنا وتطلعاتنا والكثير من العظماء من ساروا ووصلوا إلى أقصى أطرافه متجاهلين أصوات الفاشلين المتطفلين الذين جعلوا من حياة الغير وسيلة للترفيه عن أنفسهم ووجبة دسمة يستلذون بالتحطيم والتقليل من شأنهم وشأن أفكارهم وأحلامهم، فنحن لن نحقق أي انتصار على مشاكل الحياة, دون تخطيط وعمل جاد ومتواصل لا يتخلله كلل ولا ملل من أجل تحقيق حياة هادئة. على أن نضع سياجاً يمنع وصول لصوص النجاح والسعادة ليسرقوا ما بنيناه سنوات بلحظة.

همسة:

حينما يأتي المطر أكون اسثنائية.. فضاء روحي يسكنه الحب.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد