إن الله خلق الإنسان وجعله خليفة في الأرض وذلك ليحقق العبودية له سبحانه وتعالى، ولذلك فإن رسالة البشر هي تحقيق العبودية لله وذلك من خلال القيام بكل ما أمر به الله لعمارة الأرض، أذن نستطيع القول بأن سبب وجود البشر هو عبادة الله سبحانه.
كذلك رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما بعث كنبي للبشرية كانت له رسالة سامية وهي نشر دين الله وتبليغه وذلك باستخدام جميع الوسائل الممكنة والتي تساعد على إيصاله لكافة أصقاع المعمورة، ومن ذلك نستطيع أن نقول إن سبب بعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو نشر دين الله وتبليغه.
من هذين المثالين نستطيع أن نقول إننا أعطينا فكرة عامة عن معنى الرسالة ومفهومها من واقع ديننا الإسلامي السامي الحنيف -والذي هو مصدر التعلم الأول الذي نفتخر به - وذلك تمهيداً لتوضيح مفهومها بشكل أدق فيما يتعلق بإدارة الأعمال وذلك لأهميتها في مجال صياغة الإستراتيجيات. والرسالة هي بمثابة الأساس ومنها تتشعب كل من الرؤية والقيم، هذا وسيتم توضيح المعاني والمفاهيم المتعلقة بها للقارئ الكريم.
المصباح الأول: الرسالة وهي تشير إلى السبب والغاية من وجود الشركة، وبالتالي فإن الرسالة تحتوي على عدد من الدلالات هي: أنها تدل على السبب في وجود الشركة، وتدل على هويتها، وأنها تعكس نوعية نشاط المنشأة وماذا تقدم، وكذلك تعكس القطاع الذي تعمل به الشركة، وبالتالي فإن على الشركة العمل على نشر رسالتها لكافة الأطراف الداخلية من موظفين ومدراء وعاملين وملاك أسهم وشركاء... إلخ، والأطراف الخارجية من عملاء والرأي العام وغيره، ولضمان وضوحها وفهمها يجب أن تصاغ بطريقة سهلة ومفهومة؛ لأنها هي الإطار الذي تعمل المنشأة ضمن حدوده.
المصباح الثاني: الرؤية، كما أن الرسالة توضح السبب في وجود الشركة أما هنا في الرؤية فهي تعبر عن ماذا تسعى إليه الشركة وما تطمح إليه في ظل حدود الرسالة، ومن هنا نجد أن الرؤية تتضمن بعض الدلالات عن التوجه المستقبلي للشركة وماذا سيكون وضع الشركة عليه في المستقبل أو ما هو الوضع المطلوب في المستقبل، وهناك عدد من الخصائص التي تدل على فعالية الرؤية وهي: الوضوح وعدم الغموض، وأن تحتوي على أهداف تفوق الإمكانيات الحالية حتى تكون رؤية محفظة، وتعطي صورة واضحة عن المستقبل، وأن تكون تحتوي على تعبير بارز وجذاب، ووصف لمستقبل لامع، وأن تبرز كذلك القيم والثقافة التنظيمية.
المصباح الثالث القيم: وهي المعتقدات السائدة والمشتركة بين الأفراد داخل التنظيم والتي تشكل الأطر الأخلاقية والتي على أساسها تتشكل ثقافة التنظيم ككل، وهذه الثقافة هي التي تحدد طرق وأساليب تحقيق الرؤية والرسالة. والعلاقة بين الرسالة والرؤية والقيم أن الرسالة تبين لماذا يتم العمل على تحقيق الرؤية، والقيم هي التي تحدد طريقة وأسلوب تحقيق الرؤية.
إن أي شركة لا بد أن تقوم بعمليات وأنشطة معنية لإنتاج المنتج أو تقدم الخدمة وهذه الأنشطة والعمليات هي ما يسمى بالتكتيكات أو طرق العمليات وهذه التكتيكات تقوم بها الإدارة التنفيذية والأقسام نتيجة لعملية متكاملة تبدأ برسالة التنظيم ورؤيته وتترجم إلى أهداف وهي التفاصيل ولتحقيقها توضع الإستراتيجيات التي توضح كل ما يتعلق بطرق تنفيذ العمليات وكيفية أداء كافة الأنشطة بشكل يكفل تحقيق أهداف التنظيم، وكل هذه الأحداث تتم في إطار ثقافة تنظيمية تشتمل على قيم معينة.
جامعة القصيم - طالب ماجستير إدارة أعمال (MBA)