لكل حدث أثر، والأثر الناتج من رهبة الامتحانات له آثار نفسية سيئة في مسيرة حياة الطالب؛ لأن ذلك يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس والخوف من المجهول وعدم الإبداع والابتكار؛ حيث يلاحظ في أيام الامتحانات مطالبة أولياء أمور الطلاب أبناءهم بما يفوق طاقاتهم، وتستنفر البيوت وخطباء المساجد، وكل هذا نابع من عدم إيجاد الأسلوب الحديث في التربية والاستمرار في الأسلوب المعتمد على الحفظ والمعرفة المؤقتة عن طريق التلقين وأمثالها، ولن تتقدم الأمم إلا بأساليب التربية الحديثة المعتمدة على الطريقة الاستنباطية والعصف الذهني والتقييم المستمر بأسلوب يضمن توصيل المعلومة، ولن يتم ذلك إلا بالإعداد الجيد والتخطيط الواعي والتقييم المستمر وتدريب المعلمين والمعلمات ووضع ضوابط لمكافأة المميز منهم وتدريب من يحتاج منهم إلى ذلك والاهتمام الجاد بمحور العملية التعليمية، وهو الطالب؛ فما يلاحظ الآن في المدارس هو الطريقة القديمة في التدريس التي تعتمد على التلقين والاختبارات وإهمال الطالب وعدم مشاركته في تقييم المدرسين وإدارة المدرسة وأنشطة المدرسة، ومما يحصل للطلاب في الوقت الحاضر، وخصوصاً عند الامتحانات من أولياء الأمور أو المعلمين، فوق طاقة الطالب؛ فالضرب من أولياء الأمور والوعيد وصعوبة الأسئلة وقلة العدل وغموض بعض الأسئلة يتحملها الطالب، فمن الأفضل الإسراع في إعداد خطط المستقبل من أجل استشراف مستقبل أفضل للتعليم، وليكن من أهدافه إزاحة رهبة الامتحان من الطلاب وإراحة المواطنين من الدروس الخصوصية التي أتعبت كاهل الأسرة.. نسأل الله للجميع التوفيق.
جامعة الأمير سلطان