Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/08/2010 G Issue 13825
الخميس 24 شعبان 1431   العدد  13825
 
خبيرات في اللقيمات
علي الخزيم

 

كما هي العادة من كل عام، قبيل حلول الشهر الكريم يبدأ رواج وازدهار سوق العاملات المنزليات، وتبدأ المضاربات التجارية والدعايات التسويقية لتشغيل أكبر عدد منهن، علماً أن شرائح اجتماعية لا تحتاج إلى دعاية في هذا الشأن، لأنهم أسرع من الدعاية وأكثر قبولاً لكل الشروط والمواصفات في هذا الموسم الرمضاني بالذات؛ ففي هذه الأيام على حد علمي قد وصل مرتب العاملة المنزلية المستأجرة من كفيلها أكثر من ثلاثة آلاف ريال، وتختلف الأسعار صعوداً ونزولاً حسب الجنسية والخبرة في إتقان اللقيمات والسنبوسك، ويبدو لي أن مصدرين آسيويين للعاملات إلى بلادنا عرفوا السَّر في مطابخنا وعاداتنا الغذائية لا سيما في رمضان فأخذوا يعقدون لهن دورات تدريبية في إعداد القهوة مع التمر واللقيمات وما جاورها من معجنات، وطيب الذكر شراب التوت الأحمر (طعم اللقاء)، هكذا تقول عنه الدعاية التجارية مع أن الغالبية لا تشاهده إلاَّ مغربيات أيام رمضان الكريم، والأعجب منه أن أصنافا من الطعام عندنا لا يمكن أن تشاهدها في كثير من البيوت سوى في ليالي رمضان، وكأن تناولها في غيره غير مباح، مع أن كثيراً منها قد يكون ثقيلاً على المعدة وعسر الهضم، ويلزم معه تناول كثير من السوائل والمياه، فهو مسبب للعطش منشف للريق، وبهذه الصفة يزيد عناء الصيام عند البعض خاصة ممن يشتكون من بعض الأعراض المرضية، ثم إن بعض سيداتنا الفاضلات لا تظهر عليهن الاحترافية والتفنن بالغذاء و التباري في تقديم أصنافه إلاَّ في شهر الصوم، وأجسامهن تعاني من الجفاف والحر الشديد هذه الأيام في كثير من المناطق، ويشتد وطيس التباري، بل و(التباهي) إلى حد الاضطرار لاستئجار عاملة منزلية لمن ليس عندهم عاملة، أو جلب أخرى تساعد الأولى -إن وجدت- فلا مفر من راتب عاملة تدخل المنزل طيلة رمضان وبمرتب يفوق الثلاثة آلاف، فهي ليست عاملة، ويجب أن نصحح مفاهيمنا في هذا الشأن ولا نطلق عليها صفة عاملة، بل (خبيرة لقيمات)، وهناك بيوت تؤجر هؤلاء العاملات طيلة شهور السنة ولديهم أعداد منهن فمن أين جمعوهن؟! فإن كان الأمر نظامياً أي بتأشيرات فبأي مبرر كان ذلك، وتحت أي مسمى، وإن كان غير ذلك، فمن أين تم جمعهن وبأية وسيله وأية طريقة؟ في كل الأحوال الوضع يحتاج لدراسة وتمحيص وبحث عن الفئات المستفيدة، وكيف تكون هذه الثغرات بنظام الاستقدام، وكيف يكون المواطن المضطر فعلاً لعاملة منزلية ضحية لهذا الاحتكار والابتزاز، فهناك محتكرون يؤجرونهن بالساعة وبأسعار خيالية تفوق مرتب العاملة في اليوم الواحد، ومنهم من يؤجرهن بالشهر وبمرتبات عالية باهظة ويشترطون مدة شهرين فأكثر والدفع مقدماً، وفي رأيي أن الجهات المختصة لو تتبعت خطوات من يعملون على تأجيرهن واحتكار النشاط فلربما انكشفت لنا أسرار كانت ولا تزال خافية، وعندي جزء من الحل فيما يخص رمضان، وهو أن الأكل في الشهر الفضيل كغيره أثناء السنة والصحة في الأكل المعتدل، مع الاستغناء عن خدمات وافدات ربما هاربات من كفلاء أصليين و يتحكمن هن ومن يقف خلفهن بالسوق السوداء للشغالات.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد