Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/08/2010 G Issue 13827
السبت 26 شعبان 1431   العدد  13827
 
الـ«بلاك بيري»

 

الـ«بلاك بيري» اليوم.. وغداً غيره، فالوضع الذي فرضته مواجهات الإرهاب وما أوجدته الامتيازات حتى بين الدول، ستشعل حالات أخرى، وستظل الدول تفاضل ما بين تحصين أمنها وبين السماح بزيادة الحرية، الحرية التي تدفعها وسائل الاتصال الحديثة والتقنيات الأخرى إلى الاندفاع إلى ممارسة الحرية غير المسؤولة.

الـ»بلاك بيري» نموذج للصراع بين الحرية وضرورة الحفاظ على الأمن، فالرسائل المشفرة التي تتبادل على أجهزة ال»بلاك بيري» لا يمكن لأحد معرفتها والاطلاع عليها إلا دولتين هما أمريكا وكندا، زودتهما الشركة المصنعة بمفاتيح فك الشفرة، وهذا نوع من التمييز بين الدول.

والدول التي أوقفت خدمة الـ»بلاك بيري» والتي في طريقها إلى إيقاف هذه الخدمة تشتكي من استغلال عناصر إرهابية في تحرير رسائل تهدد الأمن، وأن عصابات غسيل الأموال تستفيد من سرية الرسائل، وأن بعض العناصر غير المنضبطة تسيء استغلال مساحة الحرية المتسع وتستفيد من الخدمة في إشباع رغباتها المنحرفة؛ فلم لا تمكن هذه الدول من فك شفرة الخدمة؟

ترد الشركة والمستفيدون من خدمات الـ»بلاك بيري» بأن تدخل الحكومات والجهات المسؤولة عن مراقبة الاتصالات يقضي على الهدف الأساسي ومبدأ الشركة من وراء إطلاق هذه الخدمات هو «توسيع هامش الحرية» والحفاظ على الخصوصية.

وهنا تبرز معضلة العصر، وهي: مَن الأهم الحرية أم الأمن؟

أمريكا وكندا حسمتا خياراتهما وقدمتا الأمن على الحرية وفرضتا على الشركة المصنعة تزويدهما بشفرة الخدمات، أما الدول الأخرى وبالذات هنا في المنطقة، فالشركة تمانع ما أعطته لأمريكا وكندا، وهذا ما دفع دول المنطقة إلى وقف خدمة ال»بلاك بيري» لأن الأمن مقدم على الحرية والخصوصية خصوصاً في دول ذاقت نتائج تدهور الأمن واختراق الإرهابيين للخصوصية، وعدم ممارسة الحرية المسؤولة.

****



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد