Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/08/2010 G Issue 13828
الأحد 27 شعبان 1431   العدد  13828
 
تحصين الإرادة الفلسطينية

 

لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في جدة يُعدُّ استكمالاً لجولة خادم الحرمين الشريفين العربية، وتواصلاً لما عقد من لقاءات قمة بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقادة مصر وسوريا ولبنان والأردن، مع تأكيد أن اللقاء مع الرئيس الفلسطيني، وفي هذه الأيام، يُعدُّ من اللقاءات المهمة، خاصة أن الرئيس الفلسطيني مطالب باتخاذ موقف حمَّله إياه العرب، وهو الذي لا يمتلك جزءًا مما يمتلكون؛ فالرجل لا سلاح له إلا المقاومة، والمقاومة محاصَرَة، والجميع يدعوها إلى ضبط النفس، فيما الأرواح الفلسطينية تُزهق، والأملاك تُصادَر، والأرض تتقلص.. ومع هذا يطلبون منه أن (يضبط رجاله)، وأن يقبل بالتفاوض مباشرة مع من يتوسع في سرقة وضم أرض وطنه بالإصرار على عمليات الاستيطان، ويواصل العدوان على أهل غزة، ويحرض قطعان الاستيطان على حرق مزارع نابلس والخليل..

لجنة المتابعة العربية (فوَّضت) الرئيس محمود عباس باتخاذ قرار الموافقة على المفاوضات المباشرة، هذا التفويض تحميلٌ للرجل أكثر مما يحتمل؛ فإذا كانت لجنة المتابعة بما تضمه من دول عربية قوية لم تُعطِ قرارًا حاسمًا وواضحًا؛ فدحرجت الأمر إلى الرئيس الفلسطيني، فماذا يفعل هذا الرئيس وهو الذي تتناقص أوراقه، لم يبقَ لديه إلا طريقان: أما الاستجابة إلى التفويض، ويعود إلى طاولة المفاوضات المباشرة، ويستمع إلى الإملاءات الإسرائيلية تحت الرعاية الأمريكية الضامنة لكل ما تريده إسرائيل، أو العودة إلى البندقية التي يُدفع إليها دفعًا.

وما بين هذين الخيارين يبحث الرئيس الفلسطيني مع القادة العرب هذا المأزق الذي يُدفع إليه الفلسطينيون دفعًا بحالة صدام منتظرة.

وهكذا يعرض الرئيس الفلسطيني هذه الحالة الحرجة التي تمرُّ بها القضية الفلسطينية على القادة العرب، وهم ليس بغافلين عما يجري، وهو من خلال لقائه مع خادم الحرمين الشريفين وما سيتبعه من لقاءات عربية أخرى سيسعى إلى تأمين شبكة أمان للحالة الفلسطينية من خلال تكريس الشرعية الفلسطينية بوصفها جزءًا أساسيًّا من الشرعية العربية التي يجب أن لا تخضع لأي ضغوط أو إملاءات من إسرائيل ولا حتى من أمريكا. وعلى العرب أن يدعموا الإرادة الفلسطينية الساعية إلى التحرر والانعتاق من الوصايات والإملاءات.

***



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد