Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/08/2010 G Issue 13830
الثلاثاء 29 شعبان 1431   العدد  13830
 
الحس الأمني
منيف خضير

 

قبل أكثر من 85 سنة أصدر المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - طيَّب الله ثراه - أمراً برقم 499 وتاريخ 4-3-1346هـ أكَّد فيه أن رجل الشرطة عاقل مأمون عن الفساد وعمّا يخل بالدين والشرف، ومنذ ذلك التاريخ اضطلعت وزارة الداخلية بمهام عظيمة تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار وسلامة الحجاج وضيوف بيت الله الذين تتشرَّف المملكة برعايتهم على خير ما يجب.

والحديث عن وزارة الداخلية يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي قضى 36 عاماً في خدمة هذا المرفق الحساس منذ العام 1395هـ، خلفاً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله- الذي أمضى 13عاماً وزيراً للداخلية بدرجة امتياز، هذه الوزارة العريقة التي تعاقب عليها سبعة وزراء بدءاً من المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- (في الفترة من 28-6-1350هـ وحتى 9-3-1353هـ). والأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- (في الفترة من 26-8-1370هـ وحتى 20-9-1378هـ). ثم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - (في الفترة من 20-9-1378هـ وحتى 8-1-1380هـ). والأمير مساعد بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود - رحمه الله - (في الفترة من 8-1-1380هـ وحتى 3-7-1380هـ). فالأمير عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- (في الفترة من 3-7-1380هـ وحتى 1-4-1381هـ). فالأمير فيصل بن تركي الأول بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- (في الفترة من 1-4-1381هـ وحتى 3-6-1382هـ). ثم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - (في الفترة من 3-6-1382هـ وحتى 17-3-1395هـ). وأخيراً صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود من تاريخ 17-3-1395هـ وحتى الآن.

وتبرز أهمية ومكانة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ليس فقط في الخبرة الطويلة التي اكتسبها سموه في تسنّم هذا المرفق الحساس مما أهله بجدارة ليكون الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، ولكن تبرز بالإنجازات الكبيرة التي تحققت على مستوى الأمن الداخلي إضافة إلى التنظيم المتميز الذي تتمتع به الوزارة. وسموه الكريم يتحدث دائماً عن المواطن ويردد مقولته الشهيرة «المواطن هو رجل الأمن الأول»، ومن هنا لا بد أن نؤكِّد على أهمية الحس الوطني وكيف يمكن تنميته؟

الدكتور العميد علي الحميد أجرى بحثاً ميدانياً على أكثر من 1001 رجل أمن لدراسة أثر التربية الإسلامية على الأمن والأداء الوظيفي، وتوصل في بحثه الذي جمعه في كتاب تحت عنوان: التربية الإسلامية وأثرها في الأمن والأداء الوظيفي: دراسة تطبيقية على رجل الأمن السعودي) إلى العلاقة المطردة بين تزايد الأمن وبين التربية الإسلامية الحقيقية، مشيراً إلى ضرورة تنشئة المواطن تنشئة صحيحة حتى يكون حرياً بأن يكون رجل أمن أول ويبدأ ذلك بالطبع من المنزل ثم المدرسة مروراً بسائر مؤسسات المجتمع، ووزارة الداخلية نجحت في تعميق هذا المبدأ عند المواطن السعودي ويظهر ذلك جلياً في تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية في ظروف متفاوتة مرت بها بلادنا أكّدت وجود حس أمني صادق يخدم قضايانا الأمنية. ثمة قصة تاريخية تشير بوضوح إلى ما نذهب إليه وهي قصة صفوان بن أمية وعمير بن وهب حينما اتفقا وهما مشركان على قتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحينما زار عمير المدينة كان ثمة مبرر لهذه الزيارة وهي زيارة ابنه الأسير عند المسلمين، فقصد مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهنا ظهر الحس الأمني لدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي توقّع الشر في هذه الزيارة، فذهب مع بعض الأنصار لحماية الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولكن الوحي سبق بإخبار الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحمايته، وهذا هو الحس الأمني الذي أظهره الإيمان الصادق لعمر بن الخطاب رضي الله عنه والإخلاص لمعتقده من خلال التربية الإسلامية الحقيقية وهي الركائز التي نراها أساسية في تنمية الحس الأمني، ومن هنا نحن مطالبون عبر مؤسساتنا التربوية بتعزيز الحس الأمني دائماً وأبداً لحماية ممتلكاتنا ومقدراتنا التي حبانا الله بها، ولا نتواكل في هذا الأمر على مسؤولين حملوا الأمانة بجدارة ولا يزالون، فكلنا راع ٍ وكلنا مسؤول وكلنا رجال أمن، والأمن في النهاية مطلبنا جميعاً.



mk4004@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد