Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/08/2010 G Issue 13830
الثلاثاء 29 شعبان 1431   العدد  13830
 
أضواء
وماذا بعد يا جهات الرقابة..؟!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

لا يمكن أن يجمع عدد من الكتّاب على سوء أداء مؤسسة عامة أو هيئة وطنية إلا لأنهم قد استجابوا لشكاوى وملاحظات المواطنين، وكون الكاتب والصحفي قبل ذلك مواطناً، ويعيش داخل المجتمع ويتفاعل مع همومه ومع ما يريد، ويعلم بوصفه فرداً من هذا المجتمع لإصلاح ما يمكن إصلاحه؛ ولذلك فإنه عندما يكتب ويطرح القضايا إنما يطرحها ويناقشها بروح المواطن، وكلما اندمج الكاتب في قضايا المجتمع واختلط بشرائحه وجالس فئاته واستمع إلى شكاويه ومشاكله لا بد أن كتاباته ستعكس ما يريد المواطنون والمجتمع ككل إيصاله إلى القيادة في البلاد وكبار المسؤولين، وهو ما يُعدُّ تفعيلاً لدور الصحافة بوصفها واجهة أو واسطة وحلقة وصل بين المجتمع والقيادة وأجهزة الرقابة. وقد ساعدت جهود الكُتّاب والصحفيين في التنبيه والإشارة إلى كثير من القضايا والتجاوزات والمخالفات التي وجدت المعالجة والإصلاح.

إذن الكاتب مرآة تعكس ما يشعر به المجتمع وما يريده؛ ولهذا فحري الاستجابة لما يطرحه الكُتّاب، خاصة إذا كان هناك إجماع على تردي خدمات مؤسسة، وفشل مسؤوليها؛ حيث إن المنطق والواجب أن يتم إعفاء ذلك المسؤول، ووضع تلك المؤسسة والدائرة الخدمية في دائرة الإنعاش، وإصلاحها لتعود لتأدية دورها في خدمة المجتمع.

أما السكوت على تجاوزات ذلك المسؤول، وغض النظر عن تردي الخدمات، فلا يشجعان ذلك المسؤول فقط على ترك مسؤولياته وتردي الخدمات وما هو مطلوب أداؤه، بل يدفع المسؤولين الآخرين إلى أن يحذوا حذو ذلك المسؤول؛ فيكثر المتخاذلون وتتسع مساحات التراجع، وينتشر الفساد، وتكثر المخالفات، في حين يترسخ بقاء المسؤولين، ويواصل الكُتّاب تسطير المقالات؛ ومع هذا يظل الوضع على حاله، وكأن أحداً لا يقرأ..!!



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد