Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/08/2010 G Issue 13838
الاربعاء 08 رمضان 1431   العدد  13838
 
(التقويم) المستمر فكرة لم تنضج (عملياً)

 

قرأت موضوعاً في العدد 13827 عن الرياضيات الحديثة وحيث إن هذا يعتبر شأناً تعليمياً فأود أن أقول: إن الحياة التعليمية ميدان تفاعلي.. ينوء بمجمع صاخب.. مثقل بوطأة الحصص وتراكمات المناهج.. وأرتال الكتب.. تعدد في المهام.. وأعباء تترى وحراك بين المعلم والطالب أطروحات تقدمها المؤسسة التربوية ممثلة بوزارة التربية وعقول متباينة تتلقى.. فتأخذ وربما تحفظ أكثر مما تفهم انطلاقاً من أساليب اعتدناها.. وألفناها.

طرحت الوزارة التقويم المستمر كلائحة لتقويم الطالب عوضاً عن الاختبارات التحريرية المطبقة سلفاً في المرحلة الابتدائية كبديل عملي -وفق وجهة نظر وزارة التربية- لتلافي سلبيات ما كان معمولاً به (الاختبار).. ووضعت له الأسس النظرية والأطر العامة التي تكفل سلامة تنفيذه من خلال حتمية استمرار المهارة مع الطالب الذي لم يتقنها، هذا مبدأ رائع، وتوجيه نبيل، لكن شيئاً من هذا أجزم تماماً بعدم تطبيقه، وأضحت بنود التقييم لكل طالب معبراً آمناً على جسور متهالكة القوام.. مترهلة التنفيذ.. توقيعات سريعة ومنح الرقم (1) للمتميز المخفق بسجلات مصقولة الورق.. وملونة الغلاف.. وفي داخلها آراء عابرة.. وأحكام سريعة.. وإجهاض للقدرات وموت للموهبة.. وعدم فرز حقيقي للملكات الكامنة.. ومزاحمة المجتهد المتفاعل مع المجتهد المتفاعل مع المخفق دراسياً.. ولسان حال الأخير يقول «ها أنذا بجانبك ولم ينفعك تميزك في الفصل»، وباتت الإجراءات العلاجية مجرد أوراق ارتهنها ثرى النسيان.. والتهمتها ألسنة العبث..ولم يكن بمقدورها أن تكون أداة فاعلة تستحق التأييد أو الاعتبار من إدارة المدرسة أو حتى المتابعة من المشرف التربوي.. وهذا جعل المعلم، يعرف خفايا هذا (الرأي) لينأى بنفسه عن عبء المتابعة.. ليعطيه الرقم المحبب للطالب وولي أمره والمشرف والإدارات الرقم (1).

من خلال ما رأيت ولنعطي أنفسنا شيئاً من الوزن المعنوي أمام المجتمع ونضمن رضاه النفسي تجاهنا أقترح:

1- اقتصار التقويم المستمر على المراحل الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية.

2- يعطى الطلاب الذين انتقلوا للصف الرابع اختباراً تحريرياً في القراءة والإملاء والرياضيات وذلك مع بداية العام الدراسي.. بوضع درجات لا تخضع للرأي الشخصي.

3 - من لم يستطع تجاوز هذا الاختبار يتم توجيهه لبرامج مساند لرفع مهارته ومن ثم يتم إعادة اختباره وهذا الإجراء يكشف مدى حصيلة ما تعلمه الطالب من مهارات أثناء دراسته السابقة.

4 - بالنسبة لطلاب الصفوف العليا أقترح أن نعود بهم إلى ما كان مطبقاً.. ودرجة نجاح لا تقل عن (50) درجة.. فهذا أدعى للتعامل مع هذه المرحلة بجدية بعيداً عن العفوية والمجاملات الشخصية.. تحياتي..

سعد بن محمد العليان
عنيزة - مدرسة صلاح الدين


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد