مع إيماننا العظيم بقضاء الله وقدره، تتنازع الإنسان طبيعته البشرية عند سماع نبأ رحيل من يحب، وهكذا عصرني الألم والحزن والحسرة بفقدان القامة الأولى في الشعر والإبداعات الفنية والأدبية والثقافية الراقية في بلادنا..
..وصاحب الريادة المتميزة في الإدارة، والمفكر وصاحب الرأي الناصح، إنه المغفور له بإذن الله غازي بن عبد الرحمن القصيبي.
ذلك الرمز الوطني الإنساني، فقيد المملكة العربية السعودية، والوطن العربي، والإسلامي، ومحبيه في أنحاء العالم، هو رجل استثناء كما أطلقت عليه صحيفة الجزيرة، وهذا الاستثناء تمثل بما حباه الله من مواهب عديدة أسرت الناس صغيرهم وكبيرهم، ورجالهم ونساءهم، والعلماء ورجال الفكر، حقًا هو سفرٌ من العز والأمجاد والقيم في كل أطوار حياته، بل منبر رأي يحمل العز لأمته ووطنه، ويدافع عن آرائه بكل إصرار وقوة، ولا يقف أمام الصعاب بل يتخطاها بكل ثقة وإصرار وقوة رغم كثرة الخصومات، ومن أيام صغري وإعجابي يتعاظم بهذا الرجل من خلال إدارته وشعره ونثره وأدبه، وكل يوم يزداد الإعجاب والمحبة، وقد يصعب على المرء استعراض هذا الرجل الكبير صاحب المواهب والتواضع والكرم والإبداع، وقبلها حسن النية حيث تحقق له في مسيرة حياته العملية والعلمية الكثير من المحطات التي يفخر بها كل فرد من أبناء هذا الوطن، ولو نظرت إلى عطائه في الأدب والشعر والسياسة والإدارة، ستقول إنك أمام مبدع ضخم عاش نزيها وشريفا وناصحا، وقبلها شاعرا ضخما، كان من كبار أهل الأدب والفن، ومع الناس في همومها ومعاناتها، فأحبوه الناس، وكانوا يتابعون جميع أنشطته في كل مجال، ونظرة سريعة على أعماله الإدارية قبل استلامه الحقائب الوزارية وبعدها كانت كلها نجاح بعد نجاح، حقا هو رجل دولة بامتياز، وشاعر وكاتب بامتياز، ومفكر فريد، ومن رجالات الدولة الذين خدموا دينهم ومليكهم وبلادهم بكل تفان وإخلاص، رحمه الله وأسبغ عليه شآبيب رحمته.
القصيم .. بريدة
Vip1155@hotmail.com