Al Jazirah NewsPaper Friday  20/08/2010 G Issue 13840
الجمعة 10 رمضان 1431   العدد  13840
 
الإيمان باليوم الآخر

 

في هذا العصر الذي طغت فيه المادة وقلَّت فيه الروحانيات وساد فيه المال وقلَّ فيه الورع ونسي الناس الموت والآخرة ولقاء الله يأخذنا كتاب (الإيمان باليوم الآخر) للدكتور حبيب بن مصطفى زين العابدين في جولة مع الإيمان بلقاء الله واليوم الآخر عبر الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة والسلف الصالح.. من خلال الواقع والممارسات والسلوكيات. وينبه الكاتب على محاذير ويدل على طرق تساعدنا على زيادة اليقين بلقاء الله واليوم الآخر. الكتاب يذكّر الناس بأن الإيمان باليوم الآخر لم يعد بذلك اليقين الذي يجب أن يكون عليه.. ويلمس المؤلف شغاف القلوب بذكر الموت ومشهد الاحتضار وما ينتظر الإنسان في عالم الآخرة؛ لعل القلوب تحيا.. ولعل الضمائر تصحو.. ولعل الأبصار تستيقن.. ولعل الحياة الدنيا والآخرة تصلح..

يقول المؤلف: العاقل من اغتنم قوته وصحته وعمره فسارع إلى الخيرات والطاعات، قال تعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، وما أجمل معنى هذا الحديث: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).

يقول الحسن البصري: هيهات هيهات، أهلك الناس الأماني، قول بلا عمل ومعرفة بغير صبر وإيمان بلا يقين، مالي أرى رجالا ولا أرى عقولا وأسمع حسيساً ولا أرى أنيساً. دخل القوم والله ثم خرجوا وعرفوا ثم أنكروا وحرموا ثم استحلوا، إنما دين أحدكم لعقة على لسانه إذا سئل أمؤمن أنت بيوم الحساب؟ قال نعم.. كذب ومالك يوم الدين. إن من أخلاق المؤمنين قوة في دين وإيمانا في يقين وعلما في حلم وحلما بعلم وكياسة في رفق وتجملا في فاقة وقصدا في غنى وشفقة في نفقة ورحمة لمجهود وعطاء في الحقوق وإنصافا في الاستقامة. يقول الأوزاعي: ليست ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوما فيوما وساعة فساعة، ولا تمر به ساعة لم يذكر الله تعالى فيها إلا انقطعت نفسه عليها حسرات فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم مع يوم وليلة مع ليلة؟

فكر فيما كنت تكابد من ألم الطاعة فإذا الألم سيذهب ويبقى الثواب، وانظر فيما استمتعت به من لذة العصية فإذا اللذة ستذهب ويبقى الحساب، فستندم على كل لحظة لم تجعلها في طاعة الله.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد