Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/08/2010 G Issue 13846
الخميس 16 رمضان 1431   العدد  13846
 

ما عسى أن أرثيك به يا غازي!!
أحمد عبدالله الدامغ

 

يا دكتور غازي..

ليتك حيا تقرأ ما كُتب عنك حتى تعرف أن الرثاء صنو المديح، أو هو أرفع في البلاغة وصدق التعبير، فمنذ حملتك الأعناق إلى حيث قبرك الذي هو نصيبك الحقيقي من الأرض التي تقلنا والأقلام..

.. لا ينقطع صريرها في إنشاء المراثي التي تبث ذكرك الطيب وسيرتك الحسنة، ومواقفك الإنسانية الحميدة المتنوعة، فالكرم يقول لا تغفلوا ذكري، والخلق القويم يقف في أحلى عبارة أمام سن القلم قائلاً: هأنا ذا فلا تهملوني، وحب المساكين والفقراء والعجزة يفرض نفسه على تدوينه كشاهد حي على إنسانيتك، وحب مداعبة الأصدقاء والتودد إليهم يلزم بذكره كل من أمسك القلم ليكتب رثاء فيك، والنجاح في إدارة العمل يقول ضعوني في مقدمة صفاته، ولو نطق قلمك لقال إياكم أن تنسوا الإشارة إلى ما كتبته وأنا بين أصابعه من نثر مطرب، وشعر مرقص، وأشياء أخرى لا يمكن حصرها في هذه السطور القليلة..

أما أنا، فحينما أردت أن أكتب رثاء فيك يا غازي، فيعلم الله أنني شطبت من الأسطر الشيء الكثير لأنني إذا أعدت قراءتها وجدتها لا تفي برثائك فأنثني عن مواصلة الكتابة، وكم بيت من الشعر قلته فمحوته لأنني لا أراه مناسباً لمطلع قصيدة رثائية فيك، وأقل ما توصلت إليه في ذلك هو الرجوع لقصيدتك (سيدتي السبعون) التي أوشك الجميع، وأنا منهم أن يعتبروها قصيدة مودّع لكثرة التأوهات فيها، وقد حاولت أن أبتعد بك عن هذا الهاجس المقلق وأنطلق بك من زاوية المداعبة التي كنت تفضلها وتألفها من محبيك، فأنشأت قصيدة دعابية أو يسمونها إخوانية ونشرتها في جريدة الجزيرة في حينها في عددها الصادر 13688 بتاريخ 5 ربيع الثاني 1431هـ وقد كان مطلعها:

سبعونك يا غازي بها متع

ظل وريف وكرم طعم عسل

فكيف تشكو وما نابتك نائبة

كا لبلبل الطائر الغريد ينتقل

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد