أنا ربما هنا لن أستطيع أن أنصف شخصية المرحوم غازي القصيبي المواطن الوزير والشاعر والمفكر والأديب حيث ربما من كتب عن رثاء هذه الشخصية الفذة كثر من مسؤولين وكتاب ومواطنين ولكني أردت في هذه العجالة التركيز على هذه الكارزما الفذة بما تحويه من رجل إداري وقيادي من الطراز الأول والأمل معقود في مواطني هذا البلد الخير إيجاد غازي آخر، بل ربما الفرصة متاحة للتنافس من الجميع على حذو هذه الشخصية طالما أن الأرضية مواتية.
لقد أوجد نموذج غازي باباً واسعاً في عالم الخيال واللا محدود ولا شيء مستحيل بإذن الله طالما وجدت هنالك الرغبة والإصرار والعزيمة في جميع المجالات في مملكتنا الحبيبة التي يقودها ملك الإنسانية راعي نهضتها، والأمل معقود على أبناء الوطن للتنافس الشريف على إحداث نقلة نوعية تواكب فيها الأمم ووضع المملكة في الخارطة الدولية لمواكبة التغييرات التقنية والاقتصادية لبناء دولة عصرية ذات مقومات حديثة تفاخر بها الأمم.
فالوطن بحاجة إلى الجميع، المهندس البارع والطبيب المبدع والاقتصادي الحالم والمعلم والمعلمة المبتكرة والاستراتيجي القيادي.. إلخ. خصوصاً أن القيادة حفظها الله شرعت في بناء المدارس والجامعات والمستشفيات بل مدن اقتصادية في مواقع جغرافية واعدة ومختلفة تنشد همة شباب وشابات الوطن لإدارتها وتشغيلها، والمبادرة إلى الابتكار والتحفيز على المنافسة القوية لإيجاد فرص عمل وخلق بيئة علمية حضارية يفخر بها الوطن والمواطن.
إن ما كان في شخصية الدكتور غازي وما كان لديه من كارزما نابع من وطن اسمه المملكة العربية السعودية والذي أوجد غازي من هذا الوطن قادر على أن يوجد شخصيات عدة يخدم وطنه وأهله ويكون عاملا فاعلا ومبادرا على ديمومة التعلم واستمراره بالعطاء.
رحم الله الدكتور غازي القصيبي وأدخله فسيح جناته وخلفنا فيه من أبناء الوطن من هم على قدر المسئولية.