الجزيرة - الرياض :
تلقت هيئة حقوق الإنسان بسرور بالغ خبر قيام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية بتوقيع عقود إنشاء أربع مدن إصلاحية في كل من الرياض وجدة والدمام والطائف، روعي فيها المعايير العالمية والإنسانية، وما يتعلق بالبرامج الإصلاحية التي يحتاجها النزيل، وتليق بكرامته الإنسانية، وتوفر جميع الإمكانات من أجل تأهيل السجين وإعادة دمجه في المجتمع، وتحقيق الغرض من السجن وهو الإصلاح.
وبهذه المناسبة أشاد نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان معالي الدكتور زيد بن عبد المحسن آل حسين بهذه المشاريع (تطوير السجون) التي تتيح فرصاً أكبر للإصلاح والتقويم، التي من أجلها أنشئت هذه الإصلاحيات ودور التوقيف، وتمكن من التطبيق الكامل لتحقيق رسالة السجون في المملكة تطبيقاً للمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء، التي أكدت عليها التوجيهات الكريمة انطلاقاً من شريعتنا السمحة، وما نصت عليه الأنظمة.
وأضاف معاليه بأن الهيئة تتطلع إلى أن تحدث الإستراتيجية الجديدة التي وضعتها وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للسجون، نقلة نوعية في مفهوم السجن كنوع من العقوبات المقيدة للحرية، وذلك من خلال ما روعي في تصميم تلك المدن الإصلاحية، من حيث إنشاء سجون مغلقة خاصة بالموقوفين والسجناء الخطيرين، وسجون شبه مفتوحة ينفذ فيها النزلاء جميع البرامج شبه المفتوحة، وأيضاً سجون مفتوحة تتيح للسجين العمل خارج السجن أثناء تمضية محكوميته، وأن تمكن هذه التقسيمات من ممارسة درجة كبيرة من المرونة تساعد على التخفيف من سلبية عقوبة السجن المتعدية إلى أسرة السجين.
ونوه معاليه بالتوجيهات والمتابعة الكريمة بإتاحة فرص التعليم والتعلم ودراسة القرآن الكريم عن طريق ما تقدمه الإصلاحيات من البرامج التعليمية للنزلاء، وما يتاح لهم من برامج تدريبية متعلقة بالتدريب المهني بكل أنواعه ونشاطاته، وبخاصة بعد توقيع المديرية العامة للسجون مع هيئة المدن الصناعية اتفاقية إنشاء مصانع وحاضنات بجانب السجون لتشغيل السجناء بعد تدريبهم في هذه المصانع داخل الإصلاحيات، هي تأكيد للدور الإصلاحي الذي تضطلع به هذه المؤسسات الإصلاحية، كما أنها ستكون وسيلة مهمة للحد من تعدي عقوبة السجين إلى غيره.
كما أكد آل حسين على أن تقسيم النزلاء حسب العمر ونوع الجريمة، وفي ظل ما يقدم لهم من برامج بما فيها مراعاة حقه في ممارسة النشاطات التي تأتي ضمن منظومة برامج الرعاية الاجتماعية والأنشطة الرياضية والترفيهية، وبرامج المهارات المتعددة، سوف يساعد على استفادة السجين من فترة السجن، وبذا تتحول العقوبة إلى فرصة لإصلاح الذات، ليعود إلى مجتمعه عضواً نافعاً لنفسه ولأسرته ولمجتمعه، و»تحظى أسرته بمزيد من العناية في مثل هذه الظروف التي تحتم أن لا تتجاوز آثار خطيئة السجين إلى أسرته بأي حال من الأحوال».