Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/08/2010 G Issue 13846
الخميس 16 رمضان 1431   العدد  13846
 
هذرلوجيا
أطلال حضارتنا الغالية
سليمان الفليح

 

حقيقة لا أعرف رأي الشرع - بترميم الآثار و(الفرجة) عليها ولا أقول زيارتها (!!) ولكنني أعرف أن كل الأديان والأمم والشعوب تهتم بآثارها التاريخية والدينية على حد سواء لكونها الشاهد على استمرارية كيانها الديني والسياسي ومبعث أمجادها الغابرة، وأعرف أن الدين المسيحي مثلاً لم يدعُ إلى إزالة آثار الحضارة الرومانية أو اليونانية أو البيزنطية وأعرف أيضاً أن الديانة اليهودية لم تدعُ إلى إزالة آثار القدس والخليل بل لا زالت تنبش تحت الأرض بحثاً عن أي أثر قديم يتصل بتاريخ اليهود (حتى تتمسك طويلاً بأرض فلسطين، بالطبع هذا بالنسبة للديانتين السماويتين (المسيحية واليهودية) أما بالنسبة للاديان الوثنية والفلسفية كالبوذية والزرادشتيه والهندوسية فإنها ما زالت تحافظ على آثارها (الثمينة) والفخيمة والهائلة حتى اليوم، بل أن تلك الشواهد (التاريخية - الدينية) في بلاد تلك الديانات تعتبر معلماً للسياحة والآثاريين والمهتمين بالتاريخ وكتاب أدب الرحلات، وكذلك نعرف أن الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم كانوا يوصون جيوش الفتح والنشر أن لا تهدم المعابد ولا الشواهد التاريخية لتلك البلدان قبل بزوغ نور الإسلام ولا كذلك الكنائس والأديرة التي لم تزل منتشرة في العديد من البلدان العربية والإسلامية حتى اليوم.

بالطبع كل ما دعاني إلى التساؤل في بدء هذه المقالة وما سردته لاحقاً فيها عن الحضارات الدينية كما سماها (هننفتون) واحتمال صراعها المستقبلي على (نهاية التاريخ) كما دعا إلى ذلك (نوكوياما) ولكون حضارتنا الإسلامية هي أحد أقطاب هذه الحضارات المتصارعة ولكون بلادنا الغالية هذه هي منطلق الحضارة الإسلامية المجيدة وذلك لوجود أول عاصمة لتلك الحضارة فيها (أي المدينة المنورة) وكذلك أطهر مكان على سطح الكرة الأرضية التي تعتبر عاصمة الإسلام الروحية أي مكة المكرمة، ولكون المسلمين اليوم في مغارب الارض ومشارقها يعرفون جيداً هاتين المدينتين المقدستين (مكة والمدينة) من خلال اداء الشعائر الدينية فقط سواء كان ذلك في الحج أو العمرة، إلا أنهم - قطعاً - لا يعرفون - وكذلك معهم وياللأسف الشديد سكان المملكة أقول لا يعرفون أي شاهد على قيام تلك الحضارة العظيمة التي حطمت الحضارات السابقة - الفارسية والرومية والبيزنطية وأعني بذلك الشاهد؛ الآثار القديمة للمدينتين (مثل مركز الخلافة، بيوت الخلفاء، بيت المال، ديوان الجند، بيت عبدالمطلب، بيت أبي سفيان، سقيفة بني ساعدة، بل حتى بيوت آل النجار ومنازل الأوس والخزرج) وحينما أقول لا يعرفون لأنه لم يعد لها أثر أو وجود.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد