Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/08/2010 G Issue 13846
الخميس 16 رمضان 1431   العدد  13846
 
في كل لحظة تائبون آيبون
أحمد بن محمد الجردان

 

التوبة يا لها من نجاة وفلاح وسعادة وأنس وسمو ورقي ولذة ونقاء، ومن لم يتب فهو لم ينج مع الناجين ولم يفلح مع المفلحين، وهي باب واسع مفتوح على مصراعيه لا يضيق بكثرة التائبين ولا يؤصد لو قل عددهم وتباعد به عهدهم، فهو مفتوح إلى قيام الساعة، ففي كل يوم بل في كل لحظة تائبون آيبون إلى ربهم راجعون مخبتون لا يضرهم رجوعهم إلى الحق بل يزيدهم رفعة ومكانة وسموا وقربا من الله.

كلنا مدعوون إلى الولوج مع باب التوبة قال تعالى: {وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

بل إن أمام التائبين والمستغفرين وقدوتهم هو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حيث يقول (واللَّه إني لأستغفر اللَّه وأتوب إليه في اليوم أكثر مِنْ سبعين مرة) وقال أيضا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (يا أيها الناس توبوا إلى اللَّه واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة) الله أكبر هذا وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

*فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل مِنْ أهلها) وفي رواية في الصحيح: (فأوحى اللَّه تعالى إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال قيسوا ما بينهما فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له) وفي رواية (فنأى بصدره نحوها) ولعلي هنا أقف وقفات منها أهمية سؤال العلماء، وضرورة هجرة بيئة المعصية إلى البيئة الصالحة المعينة على التوبة، وكذلك أن باب التوبة مفتوح ولن يحول بينك وبين هذا الباب أحد مهما كانت مكانته وقوته فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: (إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر).

قبل الختام للتوبة النصوح شروط فإن كانت المعصية بين العبد وبين اللَّه تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط: أحدها أن يقلع عَنْ المعصية، والثاني أن يندم عَلَى فعلها، والثالث أن يعزم ألا يعود إليها أبدا؛ فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته. وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة وأن يبرأ مِنْ حق صاحبها. فإن كانت مالا أو نحوه رده إليه، وإن كان حد قذف ونحوه مكنه مِنْه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله مِنْها.

الحديث ذو شجون وخصوصا أننا في شهر الرحمة والتوبة شهر رمضان المبارك الذي تكثر فيه العيون التي تفيض بدموع تغسل درن ذنوبها جعلنا الله جميعا ممن يستغفره ويتوب إليه لكنني مضطر للتوقف نظرا لضيق المساحة المتاحة.



amaljardan@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد